وليد الغانم يعتبر مجلس الأمة الحالي أضعف المجالس منذ تحرير الكويت

زاوية الكتاب

كتب 670 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

عاقبوهم في الانتخابات المقبلة

وليد الغانم

 

زاد الحديث عن حل مجلس الامة الحالي، ويتسابق بعض النواب في السباق للقفز من سفينتهم المثقوبة والنجاة من الغرق السياسي اللاحق بهم، ونظراً لما يبدو أنه قناعة داخلية راسخة في أذهان النواب انفسهم بأن أداء مجلسهم غير مقبول لدى شريحة واسعة من الشعب، صار هدف البعض منهم تسجيل اي اهداف انتخابية ولو كانت بطريقة التسلل الفاضح، كاستجوابات الوقت الضائع أو تغيير المواقف بحركة بهلوانية بين ليلة وضحاها..

عاصرت مجالس الامة من بعد التحرير، وأجزم بكل ثقة ويقين ان المجلس الحالي هو أضعف هذه المجالس، وان اداء كثير من اعضائه صدم من تجشم عناء المشاركة والتصويت من الناخبين، وحتى من تحمس قبل ثلاث سنوات لبداية مرحلة جديدة من الانجاز الحقيقي والنزاهة والاصلاح، فقد تغيرت قناعاته بعد الذي رآه من هشاشة المواقف النيابية وتراجع كثير من النواب عن القيام بدورهم المفترض تشريعيا ورقابياً..

ثلاث سنوات اختفت المصطلحات الاعلامية والسياسية التي كانت تلقي باللائمة على البرلمان في تأخر مسيرة البلد، ثلاث سنوات لم نسمع عن التأزيم ولا عنق الزجاجة ولا ظروف المنطقة ولا التصعيد ولا سحب الثقة ولا صراع الكتل ولا شيء من ذلك، مما كانت تستخدمه الحكومات المتتالية لتبرير تخلف ادائها، واليوم، وبعد ثلاث سنوات من مجلس الحنان والرأفة والهون والطواعية، لم نر اختلافا باوضاعنا للاحسن، بل على العكس زادت ترهلات الاداء الحكومي وفاحت روائح التنفيع والفوضى الادارية والخسائر المالية، لكن الفرق هنا انه لا يوجد بوجه الحكومة خصم سياسي وتشريعي حقيقي يمكن نسب هذا التقهقر والتخلف اليه..

وعلى الرغم من مرور اكثر من خمسين عاما برلمانيا علينا في الكويت نشاهد فيها ان الاحداث تدور لتعود من حيث تبدأ، فإن هذا لا يمنعنا من اقتناص الفرصة وتوعية الناس في ان اختياراتهم الانتخابية تحدد مصيرهم وان حسن تصويتهم مؤثر على حسن معيشتهم وان النزاهة والامانة والصدق في تنقية المرشحين تدفع بنا لمستقبل افضل باذن الله، تخفف فيه الاضرار عن البلاد وتصحح الاخطاء وتقوم المسيرة وتنجز الاعمال الكبرى المنتظرة مهما تكررت العراقيل وتنوعت اساليب التعطيل، لكن هذا مرهون بالتعلم من الدرس.. وأي درس حضره الشعب مثل درس المجلس القائم؟! والله الموفق.

اضاءة تاريخية «إذا أَسندَتْ الأمةُ مناصِبَهَا الكبيرةَ إلى صِغَارِ النّفُوْسِ كَبُرَتْ بها رَذَائِلُهُم لا نُفُوْسُهُم». ‏(الأديب مصطفى الرافعي رحمه الله)

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك