المرحلة الحالية تتطلب الإصرار على تعزيز الحريات ومحاصرة الفساد والمفسدين.. يطالب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 360 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- قرار يُكتب بماء الذهب

د. وائل الحساوي

 

شعرت بالسعادة الغامرة لحكم المحكمة الإدارية بإلغاء قرار الحكومة سحب جنسية «أحمد الجبر» وكل من يتبعه من أولاده وتابعيه، ومع أن الحكومة قد هددت باستئناف ذلك الحكم من أجل إلغاء جنسية الجبر، لكن نحن على ثقة بقضائنا وبأنه سينصف الجبر ويرد له اعتباره !!

لقد مرت علينا فترات شعرنا فيها بأن الحكومة قد استأثرت بجميع القرارات في الدولة، وراحت تعاقب كل من لا يسير في فلكها، إلى أن جاء الوقت الذي بدأت فيه بإلغاء جنسيات بعض الكويتيين الذين اعتبرتهم معارضين بحجج غير مقبولة، وهنا شعر المواطنون بالخوف الشديد فلا حدود لسطوة الحكومة على البلد وتفسير قضايا الجنسية بأنها سيادية ما فتح الباب نحو تصفية المعارضين السياسيين !!

أحمد الجبر قد أسس عملاً إعلامياً ناجحاً تمثل في جريدة «عالم اليوم» وقناة «اليوم»، وكان خاضعاً لرقابة الإعلام، ثم جاء الحكم بسحب جنسيته ضربة قاضية لكل من يفكر بالسير في طريق المعارضة الملتزمة بقواعد الدولة !!

لقد سمعنا الكثير عن كون الجبر قد حصل على الجنسية بطريق غير شرعي وغيره من الكلام، ولكن تبين أنه كويتي ومولود لأب كويتي! وحتى لو كانت هنالك أخطاء في تجنيسه، فإن الواجب هو معاقبة من أقدم على تجنيسه دون وجه حق وليس سحب جنسيته !!

إذا كانت الكويت قد أوشكت على الخروج من مرحلة تاريخية صعبة وسنوات عجاف تشرذمت فيها المعارضة وتشتتت، وطغى فيها صوت المطبلين للسلطة على حساب المعارضين، فإن هذه المرحلة الجديدة تتطلب الحكمة في تطبيق القوانين وسيادة القانون، وتتطلب الإصرار على تعزيز الحريات ومحاصرة الفساد والمفسدين، فالانتخابات المقبلة لمجلس الأمة ستكون ساخنة وشفافة، وسينزل إلى غمارها معظم من كانوا قد قرروا المقاطعة والابتعاد، وإذا وصل إلى المجلس من قد جاء أملاً في الإصلاح ثم وجد عكس ما توقعه، ووجد التفرد الحكومي في القرارات فإنه ستحدث عنده ردة فعل جديدة سلبية وانعزال عن الحياة السياسية، ما سيتسبب في انتكاسة جديدة قد تكون أقوى من سابقتها !!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك