المجلس الحالي بأعضائه لم نجن منه سوى ما يعكر صفو المواطن.. برأي فيحان العازمي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 13, 2016, 12:21 ص 481 مشاهدات 0
النهار
إضاءات- مجلس يحتاج إلى الإصلاح
فيحان العازمي
مجلس الأمة الكويتي هو السلطة التشريعية في الكويت أي هو مقر الأمة المخول به إقرار القوانين التي من المفترض أنها تعود في النهاية إلى صالح الوطن والمواطنين.
لكن الكويت ومع مجلسها الأخير بأعضائه الخمسين نرى مجلساً أشبه بموظفي الحكومة فكم من قوانين ضرورية تصب في صالح الأمة تؤجل يوماً بعد يوم، وكم من قرارات تعود بالنفع على المواطن نرى المجلس يدفع بإلغائها بل ويقوم بإقرار كل ما هو ضد المواطن من رفع أسعار وغيره.
فمن القوانين التي أقرها المجلس في العام الماضي قانون البصمة الوراثية وهو قانون ينص على اخضاع جميع سكان الكويت وكل شخص يدخل البلاد لفحص البصمة الوراثية وذلك لإيجاد قاعدة بيانات قومية للحمض النووي وهو انجاز يحسب للمجلس ويكتب بماء الذهب في تاريخه.
أيضا من القوانين الخطيرة التي أقرت لكن أعتقد أنها لا تصب في صالح المواطن بل تزيد عليه الأعباء وتثقل على كاهله متاعب الحياة اليومية ألا وهو زيادة تسعيرة الكهرباء.
أيضاً من القوانين التي أقرت مشاريع البي أو تي وهيئة الاتصالات والإعلام الإلكتروني.
نعم معظم هذه القوانين مفيدة وضرورية ولكن أين القوانين التي تدفع في صالح المواطن وتصب في تحسين أحواله المعيشية اليومية، فكلها قوانين لا تعني المواطن البسيط ولا تفيده، فكل ما يبحث عنه المواطن هو قوانين تخفف عنه ضغوط الحياة من رفع للأسعار في كل حياته اليومية.
إن المجلس الحالي ورغم ما تقدم به عدة أعضاء من استجوابات برلمانية ضرورية رأينا سلوكاً خطيراً من قيادة المجلس حيث تم شطب محاور الاستجواب قبل صعود الوزير المختص، هذا التصرف أشبه بالهروب من المواجهة، هذا الهروب يؤكد أن هناك أمراً ما دبر بليل، فكان على المجلس وقيادته إصعاد الوزير ومناقشته محاور الاستجواب بدلا من الشطب والهروب.
إن قيادة المجلس والحكومة بما أصابها أخيراً من ضعف تمثل في عدم قدرتهما على السيطرة على النواب في الجلسات فنرى كثيراً من الجلسات الطارئة التي يلغى عقدها حتى بعد استيفاء الشروط إما لعدم اكتمال النصاب وإما لأي سبب آخر.
إن المجلس الحالي بأعضائه لم نجن منه سوى ما يعكر صفو المواطن وما يؤثر في حياته تأثيراً مباشراً وهو زيادة البنزين هذا القرار الذي جعل المواطن يشعر بأن المستهدف من تعويض نقص أسعار النفط هو جيب المواطن عن طريق رفع الأسعار التي صارت مثل النار التي تأكل حياة المواطن ومعيشته.
إن مجلس الأمة بما يتبقى له من فترة بسيطة كان المواطنون يعقدون عليه آمالهم وطموحاتهم لتحسين أوضاع البلاد والعباد وذلك عبر تحريك العديد من القوانين الساكنة في الأدراج منذ حقب زمنية بعيدة أو بسن تشريعات جديدة تسهم في رقي ورفعة الكويت والكويتيين.
لكن ومع خوض أعضائه الخمسين معترك الحياة النيابية أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجلس إداري بامتياز مهمته الرئيسة الموافقة على القرارات الحكومية وإقرارها.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.
تعليقات