ما هذه الفوضى الكارثية في انظمة وزارة الصحة؟.. يتسائل وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

100 عملية للطبيب المزوّر في «الأميري»؟!

وليد الغانم

 

كشف رئيس نقابة الاطباء عن استار الفضيحة الطبية التي وقعت العام الماضي بنشره نتيجة لجنة التحقيق بتقريرها النهائي بقيام «الطبيب المزور» بإجراء 102 عملية جراحية للمرضى خلال فترة تواجده بقسم الحوادث بالمستشفى الأميري، منها 64 عملية بمساعدة أطباء بالقسم و38 عملية «بمفرده» من دون أي إشراف من الأطباء («الوطن الإلكترونية» ـــ 2016/10/12).

ظل الناس يتساءلون: ما هذه الفوضى الكارثية في انظمة وزارة الصحة؟ ما هو مقدار التخلف الاداري والتسيّب المهني الذي مكّن شخصا من خارج المؤسسة الصحية ان يمتهن دور احد العاملين بها وأي عامل، ليس موظف الامن ولا «البورتر» ولا موظف الاستقبال ـــ مع احترامنا للجميع ـــ وإنما دور طبيب وبكل ثقة ويمارس وظيفتهم ويشاركهم المكاتب والخفارات وغرفة العمليات ويصدر الأوامر للهيئة التمريضية ويقابل المرضى والمراجعين ويكشف عليهم ويقوم بأي عمل قد يؤديه الطبيب الاصيل في مستشفيات وزارة «صح النوم»، وهو لقبها المستحق؟ اذ لم تكتشف الوزارة هذا الطبيب المزور الا بعد مضي خمسة أشهر على ممارسته أعماله، وربما كان قاب قوسين ان تتم ترقيته ليتولى احد الاقسام او يعين في اللجان الصحية!

أحاول استيعاب هذه الحادثة، لكنها لا تمر «شلون يعني» طبيب مزور يعمل في المستشفى الأميري وكيف التحق بالعمل؟ أين مدير المستشفى ونائبه؟ أين مسؤول العيادات الخارجية؟ هل يعقل أن لا أحد سأل هذا الطبيب من أين جاء ومن كلفه؟ وأين قرار تعيينه وما موقعه السابق، واين هوية عمله الرسمية؟! ماذا فعلت وزارة الصحة بعد تلك الحادثة؟ من هم المسؤولون عن هذا الاختراق؟ وما هي الاجراءات التصحيحية؟ وكيف يضمن الناس ان هذه الواقعة لن تتكرر معهم في اي موقع تابع لوزارة التسيب؟

واليوم وللتاريخ فقط، فهل تعلمون ماذا قال وزير الصحة في يناير 2016 عند استجوابه عن هذه الحادثة؟.. قال: «إن المزوّر انتحل صفة طالب طب وليس صفة طبيب، كما انه لم يدخل غرفة عمليات نهائياً، وانما يدخل غرفة الحوادث ويشوف كيفية عمل الغرز».. انها اجابة لائقة تماماً بمجلس الامة الذي يلفظ انفاسه حالياً..!

نطالب وزارة الصحة باعلان نتيجة تحقيقها الداخلي عن الطبيب المزور وتوضيح اجراءاتها مع المسؤولين عن الواقعة والفضيحة المقززة والمهينة، حرصاً على سلامة المجتمع.. والله الموفِّق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك