مسار الاحداث العربية القادمة اصبح مرتبطا بالمسار الدولي.. هكذا يرى عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف-مسار الأحداث العربية القادم

عبد المحسن جمال

 

يتساءل العديد من المتابعين للسياسة الدولية عن الخلاف «الطارئ» بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، ومدى استمراره الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التي ستأتي برئيس جديد.

هذا الخلاف الذي ينصب بالدرجة الاولى على الوضع السوري وكيفية ايجاد حل يرضي جميع الاطراف، وهو امر ليس بالسهل مع وجود عدة اتجاهات متباعدة.

الطرفان لن يلجآ الى الوصول لحرب في ما بينهما مهما اشتدت الامور، ولكنهما سيستخدمان كل اسلحتهما التفاوضية من جهة، وسيستفيدان من تواجد المجاميع المسلحة من جهة اخرى.

فالضغط من خلال المسلحين لم يعد سرا، بل ان الدعوة لذلك اصبحت علنية وبشكل مكشوف.

ومع ذلك فإن الروس والاميركان متفقون على ان حركتي داعش والنصرة ارهابيتان، الا ان الواضح انهما تمثلان اغلبية القوى المسلحة هناك والقضاء عليهما سيمكن النظام من اعادة السيطرة على اغلب الساحة السورية، ولعل ذلك ما جعل الطرف الاميركي يتريث قليلا الى حين، وجعل الطرف الروسي يحصل على المزيد من الامتيازات على الاراضي العربية.

وعلى المتابعين انتظار امرين، اولهما انتهاء الانتخابات الاميركية، وثانيهما قدرة الحكومة العراقية على استرجاع الموصل من داعش، وقدرتها بعد ذلك على ارجاعها الى حضن الدولة العراقية بعيدا عن التجاذبات الدولية والاقليمية، واثارة الصراعات الفئوية والبينية بين ابناء الشعب العراقي، وابعاد تدخلات الدول الاخرى في تقاسم «غنائم» استرجاعها.

مسار الاحداث العربية القادمة اصبح مرتبطا بشكل كبير بالمسار الدولي، وبالاخص الصراع او التفاهم الاميركي – الروسي، وهذا قد لا يكون جليا الا بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.

ولعل من نافلة القول انه ايا كان الفائز فيها، سواء هيلاري كلينتون التي تملك الحظ الاوفر، او دونالد ترامب، فان مسار الاحداث سيستمر في البحث عن الحلول السلمية لها وان كان من خلال اراقة المزيد من الدماء العربية والاستخدام «الميكيافيلي» للحركات الاسلامية التكفيرية.