محمد السداني يقترح تشكيل حكومة برلمانية
زاوية الكتابكتب أكتوبر 15, 2016, 12:44 ص 504 مشاهدات 0
الراي
سدانيات- أريد حلاً...!
محمد السداني
لم تهدأ الصحف المحلية بعد يوم الثلاثاء الماضي، والذي أعلن فيه أكثر من نائب عن حلٍ لمجلس الأمة، فانهالت التصريحات من كل حدب وصوب، معلنة قرب حل المجلس وبدء استحقاق انتخابي جديد. فكل بعد هذا الإعلان يشحذ همته ويبري قوسه استعداداً لمعركة هي الأعنف في تاريخ الانتخابات البرلمانية في الكويت.
لم تخل الساحة الانتخابية من بعض المناوشات والصفقات التي جرت من تحت الطاولة، فكان أولها حسابات إعلامية جيرت لمصلحة أشخاص دون غيرهم، وشخصيات مؤثرة بدأت تغرد خارج سربها الذي اعتدنا عليه، ومشاهير بدأوا يطرحون آراءهم السياسية بلا خجل ولا حياء، وكل هذا من أجل الكرسي الأخضر الذي يتطلع إليه الكثير لخدمة أنفسهم وعائلتهم وجماعتهم وقبيلتهم ولخدمة الكويت إذا سنحت لهم الفرصة أو الوقت.
من المؤسف ونحن نعيش في دولة تعد من أوائل الدول في تطبيق الديموقراطية أن نجد الشعب يتطلع لحل برلمان انتخبه بيده معللاً الحل بأن المجلس لا يمثل الشعب ولا يمثل البلد. ونجده مرة أخرى يصوت لنفس الأشخاص ويطالبهم بالأشياء التي لم يفعلوها في البرلمانات السابقة. لا أعرف تفسيراً لهذه التصرفات إلا انه انفصام في شخصية تنازعها رغبات المنفعة وإرضاء الضمير.
من قراءتي البسيطة للساحة السياسية في الكويت من بداية التجربة الديموقراطية إلى الآن، أرى أنَّ الحل لا يقع بيد البرلمان ولا بيد الحكومة، فمجلس يشرِّع وحكومة تعطل لا يمكنهما أن يُنتجا شيئا لدولة مثل الكويت حتى وإن كانت مواردها بالمليارات، وحكومة تخاف من أول تلويح بالاستجواب لا يمكن أن تقود البلاد نحو النهضة والتقدم.
إن الحلَّ يكمن في حكومة برلمانية، حكومة تأتي من رحم الشعب تشكّلها غالبية البرلمان المنتخب، فيكون البرلمان بذلك عوناً وسنداً للحكومة، لا نداً يتصيد كل شاردة وواردة لأي هفوة حكومية. إن المسخ الديموقراطي الذي نعيشه سياسياً أدى بنا إلى حالة من الضبابية في تحديد مستقبل البلد، وجعلنا نعيش بين رحى المشاركة والمقاطعة بين تأصيل الوضع السيء وبين المحافظة على ما تبقى من البلد.
في الأيام المقبلة سنرى المرشحين وهم يجسدون أروع أنواع المثالية والتفاني في حب الكويت وأهلها وأنهم سيبذلون الغالي والنفيس من أجل إصلاح البلد، ولكن سرعان ما تتبخر هذه الوعود وهذه المثاليات عند أول - جلسة - على الكرسي الأخضر، فينسى قسمه وينسى نفسه ويبدأ مشمراً ذراعيه لما سيأتيه من خير كثير يصيبه ويصيب الأقربين والأبعدين، فيسكت منهم من كان طامعاً، ويشبع منهم، من كان جائعا، ويوظف منهم من كان عاطلا. ولا عزاء للشعب الذي يردد يومياً «ملينا من الفساد». فإذا كان الشعب يريد حلاً فلا بدَّ عليه أن يقرر حل الطريقة التي يختار فيها من يمثله بدلا من أن يدعي الله يوميا بحل مجلس الأمة.
تعليقات