المشاركة المسؤولة في الإنتخابات الخطوة الأولى في طريق الإصلاح السياسي.. بوجهة نظر خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 447 مشاهدات 0


الأنباء

«الدراما» البرلمانية!

خلود الخميس

           

عندما تداولوا موضوع «الحل» قلت أكيد سيتم الدعوة لانتخابات مبكرة، ويمكن تكييفها والدستور «فيه سعة»! لكننا قوم نعشق «الأكشن» لذلك فلنستعد للآتي ونأخذ نفسا طويلا، لأننا سنغوص في محيط.

ومثلي مثل الشعب «المعجزة» لم أفاجأ باستقالة الحكومة وما تبعها بحكم العادة: حل مجلس الأمة، ولكن متلازمة «قلق بان كي مون» أصابتني على نتائج الانتخابات، شعب يخوض في كل «هاشتاغ» ويهيم مستبقا أي حدث، ومعترضا على كل شيء، وداعيا لبطولات ضمن مربع صغير داخل جهازه النقال، أي كارثة ستلحق بالسلطة التشريعية أكثر من أن هكذا نهج وتفكير يختارها؟!

ليس هجوما بل اعتراف بالحق وهو فضيلة، وعلى الناخب أن يواجه نفسه بالحقيقة، بأنه يختار النائب بمقاييس لا تتعلق بالمصلحة العامة، ولا بالوطن ومستقبل الأجيال، ولا حتى بفكره السياسي أو انتمائه الديني، الأمر لا يتعدى ممارسة انفعالات وردود أفعال وشخصانية ومصالح خاصة، لا أكثر، ولو كانت غير ذلك لما تردت الأوضاع السياسية لهذا الحد.

وإلى جانب سوء أسباب الانتخاب لدى الشعب، هناك كارثة في الحياة العامة، هي انعدام الاتزان عند الإدارة الكويتية، ما يعكس «دراماتيكية» على «سلوك البرلماني» فلا تجد نائبا يقترح أو يوافق أو يرفض مشروعا ما، إلا وهو يفكر مليون مرة إن كانت النتيجة زيادة أو نقصانا في أرقامه بصندوق الانتخابات المقبل، وهنا «أم الكوارث»! الكويت آخر «هم» الأطراف المعنية، المواطن والحكومة، «من بقى» ممكن ان يبدأ خطوة التغيير وقد يتعدى الطريق الألف ميل؟!

نحن من بقي للكويت، وواجبنا أن نتصدر للخطوة الأولى في طريق الإصلاح السياسي في البلاد، عبر المشاركة المسؤولة لا أن نكون أعدادا كالغثاء!

لقد كنت من المقاطعين للتصويت كموقف رافض للتفرد في اتخاذ القرار لبيان أهمية الشورى في إدارة الوطن وشؤون المواطن كما أمرنا الإسلام، والآن أتخذ موقفا مغايرا بل معاكسا لذات السبب أيضا.

المقاطعة مشروعة لأنها موقف سلمي لإبداء الرأي والاعتراض، ومتى ما غلبت مفسدتها المصلحة العامة وجب تركها، وهذا دافعي في المشاركة، فاستمرار المقاطعة، بلا نتيجة إيجابية، يعني الاعتزال السياسي، وهو شبيه بالعزل السياسي، الفرق أن الأول اختياري والثاني قسري، فمن يرفض الثاني كيف يتبنى الأول؟!

وما النتيجة عندما قاطعنا التصويت والترشح؟! أن تركنا «القرعة ترعى»، إلى أن «صلعت» الكويت، و«تعال الحين ازرع لها شعر»!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك