الذهنية العربية لم تزل عاجزة عن فهم واستقبال ونشر التاريخ الإسلامي.. برأي صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 337 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- السينما وضياع الأندلس

صلاح الساير

 

كتبت قبل فترة عن فيلم «بلال»، وذكرت أنه فيلم جيد غير انه، للأسف، لم يخرج عن المقاربات الفنية العربية المعتادة للتاريخ الإسلامي، والتي تربط عادة ما بين الدين والحرب.

وذلك ما حدث في الفيلم الذي ربط بين قصة الصحابي الجليل بلال بن رباح وغزوة بدر، حيث مشاهد القتال والعنف ظهرت في الفيلم عبر «أطول معركة حربية في تاريخ السينما العالمية للرسوم المتحركة»! وذلك أمر من شأنه تعميق الصورة النمطية «الداعشية» للإسلام في عيون الشريحة المستهدفة للفيلم الناطق باللغة الانجليزية.

****

اليوم أكتب عن ردود فعل المشاهدين العرب، والتي تابعتها عبر الإعلام الاجتماعي، حيث لاحظت أن أغلب تعليقات من شاهد الفيلم كانت تعليقات «فرح وفخر ونشوة انتصار» ربما بسبب الوجدان العربي الذي يعاني من حالة انكسار مخبوءة في تجاويفه وناتجة عن أوهام غياب الدولة الإسلامية و«ضياع» الأندلس السليب! وتلك نتيجة طبيعية للشحن الثقافي السائد في الإعلام والتعليم، حيث لا وجود لمفاهيم عقلانية تشرح تطور أشكال الدولة واختلاف تعريفاتها عبر الزمن.

****

رسالة فيلم «بلال» لا تؤسس لثقافة عصرية، ولا ترسم صورة جديدة لنا في عيون الآخرين، بيد أن الفيلم يبقى فيلما جيدا على الصعيد الفني والتقني، كما أنه مناسب للثقافة السائدة ومشبع للذائقة العربية التي تجلت بردود أفعال المشاهدين.

فالذهنية العربية لم تزل عاجزة عن فهم واستقبال ونشر التاريخ الإسلامي على نحو يتناسب مع روح العصر، ذهنية يعصف بها «الزهايمر» الذي يجعلها تنسى أنها كثيرا ما وجهت النقد والرسائل الغاضبة إلى صناع السينما الغربية لأنهم يربطون بين المسلم والعنف

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك