المجلس القادم سيكون مشابه لسابقه.. هكذا يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 416 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- العقدة والحل

ناصر المطيري

 

من جديد تدخل الكويت مضمار سباق انتخابي ليتم طي كل القضايا التي شغلت الشارع الكويتي ويتحقق الأمر الواقع في كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة ولم يستطع النواب مواجهتها إلا باستجوابات غير حقيقية لم يقصد منها سوى رفع العتب والمزايدة الانتخابية. في الأيام الأخيرة من عمر هذا المجلس المنحل استقوى النواب فجأة على الحكومة وتوجهوا فرادى وجماعات باستجوابات لوزير المالية وغيره من الوزراء في مشهد كان مكشوفا للجميع.

أستغرب من الكثير من المواطنين الذين فرحوا بخبر الحل وكأن البديل القادم سيكون أفضل حالا من المجلس المنحل، أقول ذلك ليس تشاؤما ولكنه منطق الأمور في أن سلوك نفس الطريق لن يؤدي إلا إلى نفس المكان، لذلك أقول أنه مادامت أساليب اختيار المرشحين تتم في ذات الطرق المتبعة من اختيارات تقوم على الولاءات الاجتماعية والقبلية والعائلية والطائفية، ولا تستند تلك الاختيارات على معاير الكفاءة والنزاهة والبرنامج الانتخابي الحقيقي للمرشح فإننا سنخرج بمجلس مشابه للمجلس المنحل حتى لو تغيرت الوجوه أو الشخوص. كما لا يخفى أن النظام الانتخابي الحالي أسهم بشكل واضح في تضييق خيارات الناخبين وحصرها في أقل المكونات الاجتماعية، حتى أصبح من الصعب والنادر على المرشح أن يحصل على أصوات انتخابية خارج نطاقه القبلي أو العائلي أو الطائفي، وهذا بلا شك يخل بمبدأ أن النائب يمثل الأمة بأسرها.

لذلك تواجه التجربة النيابية في البلاد عقدة دائمة تكون عبارة عن أزمة تتكرر في العلاقة بين المجلس والحكومة وأساس هذه العقدة هو نوعية الاختيار ومعايير الناخبين في توجيه أصواتهم فهي مازالت معايير شخصية ذات أبعاد اجتماعية وليست معايير موضوعية، لذلك مع كل عقدة لا نجد مخرجا منها إلا بالحل، في مشهد متكرر من التعثر السياسي مهما اختلفت المبررات.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك