عماد السيف: لا للمزايده في القبض على الوحش، وإبعاد المسألة عن الشحن الإعلامي

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0


أين صائد الوحوش؟! 28/07/2007 عماد السيف لا ينكر إلا جاحد الجهد الكبير الذي بذله رجال المباحث في قضية وحش حولي، ولا احد ينكر تفاني رجال الامن في ملاحقة ذيول هذه القضايا البشعة التي زعزعت شعور الناس بالامن والطمأنينة، وعليه فلهم من كل مواطن ومقيم على هذه الارض الشكر والتقدير. ولكن لا يجب ان يغيب عن بالنا انه وبالرغم من الجهد الامني الكبير الذي بذل للقبض على المتهم في هذه الجرائم، فإنه تبقى المصادفة البحتة العامل الاساسي الذي ادى الى القبض على المتهم، اضافة الى غبائه ودعاء اهالي الضحايا! وعليه، فلا يزايد علينا احد ولا يدعي البطولة على رؤوسنا احد! كما يجري دائما من قبل بعض رجال المباحث من المناصب العليا وفي كثير من الضبطيات السابقة عندما يسرقون جهد وبطولة رجال المباحث الصغار وينسبونها لأنفسهم بغرض التلميع ولفت نظر ولي الامر! لقد كان خطأ كبيرا عقد لقاء صحفي للاعلان عن القبض على المتهم في مثل الجرائم، وعرض صوره في الاعلام المرئي والمقروء، فمثل هذا الاجراء الذي افتقر الى الحكمة والدراية! قد اساء اولا الى الاجراءات القانونية المطلوب مراعاتها في قضية جنائية من هذا النوع، وفتح المجال للمزايدة ومنح البطولات الزائفة من جانب بعض رجال الامن! الذين لم تكن لهم علاقة بضبط المتهم نهائيا! فعقد المؤتمر الصحفي افسد تماما، من الناحية القانونية، عملية عرض المتهم في طابور امام الضحايا في اليوم التالي، لأنه عرفت صورته من خلال نشرها في الصحف! واجراء اخذ عينة من المتهم لمطابقتها مع العينات المرفوعة من ملابس الضحايا هو اجراء تحقيق من اختصاص النيابة العامة وليس المباحث، وعليه، كان من الطبيعي ان تعيد النيابة العامة اخذ العينة من المتهم لانها تعلم ان اجراء المباحث معرض للطعن عليه بالبطلان امام القضاء، وهذا دائما آخرة (اللقافة) في مثل هذه القضايا! عموما، القضية اصبحت في عهدة النيابة العامة، الجهة الامينة على الدعوى العمومية ومصالح المجتمع وحقوق الضحايا واسرهم، وعليه اتمنى إبعاد هذه القضية عن الشحن الاعلامي والمزايدات الصحفية، فما نسمعه من مطالبات بسرعة القصاص من المتهم هي دعوات بلا شك مضحكة! وتنم عن انفعال عاطفي لا علاقة له بقواعد العدالة والاجراءات القانونية التي جاء بها دستور الكويت ورسمتها قوانين الدولة. واتمنى ألا ينسينا اتهام مواطن مصري، بهذا الجرم البشع، هذه العلاقة التاريخية التي تربط شعبنا بالشعب المصري الذي شاركنا العيش على هذه الارض وساهم ويساهم في تنمية هذا الوطن في كل المجالات منذ سنين طويلة، واتمنى ان ننتبه جيدا لانه حتما ستخرج علينا اصوات نشاز من هنا وهناك تحاول صب الزيت على النار!
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك