الإحالة على التقاعد ... حسنة أم مؤامرة؟!.. يتسائل وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2016, 12:20 ص 419 مشاهدات 0
الراي
نسمات- الإحالة على التقاعد ... حسنة أم مؤامرة؟!
وائل الحساوي
أثارت مجلة المعلم - لسان حال جمعية المعلمين الكويتية - قضية في غاية الأهمية ألا وهي قضية الإحالة إلى التقاعد للمعلمين، وذكرت المجلة بأن قرار إحالة من أمضى 35 عاماً إلى التقاعد لا يزال يلقى صدى واسعاً في الميدان التربوي، خصوصاً بعد إصرار الوزير السابق الدكتور بدر العيسى على تطبيق القرار في جميع قطاعات الوزارة!!
أما الوزير الجديد الدكتور محمد الفارس فقد ذكر بأن قانون إحالة من بلغ أكثر من 30 عاماً في العمل إلى التقاعد ليس إلزامياً، بل توصية وهو قيد الدراسة.
وقد بينت المجلة بأن الوزارة حينما مضت في تطبيق هذا القرار، دون أن تضع في اعتبارها تأهيل صف ثانٍ من القيادات لسد الشواغر بسبب التقاعد قد تسبب في نقص في الهيئتين الإدارية والتعليمية لدرجة أن بعض المدارس قد انطلق العام الدراسي بها دون أن يكون لها مدير، فكان الحل في تكليف مديري مدارس أخرى لسد النقص إضافة إلى أعمالهم!!
ومع أن مجلة المعلم لم تعارض الإحالة إلى التقاعد بموجب قرار مجلس الخدمة المدنية إلا أنني أعتقد بأن ذلك القرار يمثل تخبطاً إدارياً كبيراً، وأنه يخلط ما بين تقاعد القيادات وتقاعد المدرسين والإداريين، والذي شكل الفراغ المذكور في كثير من المهن والوظائف، وقد شاهدنا الكثير من الكويتيين الذين لم تتجاوز اعمارهم الخمسين وقد تمت إحالتهم إلى التقاعد وأصبحت الدولة تنفق عليهم راتباً تقاعدياً كبيراً من ميزانية الدولة دون أن تستفيد منهم!!
أما تقاعد القياديين فهو خدعة إذ إن القوانين تحدد عدداً من السنوات للمنصب القيادي في جميع المجالات، فلماذا نلجأ للإحالة للتقاعد لكي نتخلص من بعض القياديين الذين لا نريدهم؟!
وللأسف فإن بعض الوزراء قد استغل تلك الخدعة ليحيل أعداداً من القياديين إلى التقاعد من أجل إحلالهم بربعه وأصدقائه أو للتخلص من منافسيه!!
وقد شاهدنا كيف أحال وزير الصحة السابق الدكتور علي العبيدي الكثير من موظفي وقياديي الصحة إلى التقاعد حتى ممن يسمح لهم القانون بالبقاء حتى 75 عاماً، ثم اضطر لتوقيف ذلك القرار بعد ضغوطات كثيرة!!
ويحق لنا أن نتساءل: هل يمكن أن يحدث مثل ذلك في الكويت التي تعاني من نقص رهيب في العمالة والتي يهيمن غير الكويتيين على سكانها، بنسبة تزيد على ثلثي السكان؟!
حتى الجيش لم يسلم من ذلك التطفيش للعاملين فيه حيث سعت الحكومة لتقديم مكافآت مجزية لمن يتقاعد من الجيش بهدف تشجيع القيادات الكبيرة على التقاعد وترك المجال للقيادات المتوسطة لتحل محلها، ولكن الذي حصل هو أن القيادات الوسطى هي التي سارعت إلى التقاعد بينما بقيت القيادات العليا مكانها، وما زالت قيادة الجيش تعاني من ذلك النقص!!
إن المطلوب من الحكومة الجديدة أن تعيد دراسة ذلك القرار لمنع الظلم الكثير الحاصل بسبب سوء التطبيق، كذلك لابد من التفكير الجدي في كيفية الاستفادة من الأعداد الكثيرة من المتقاعدين الذين نحن في أمس الحاجة لطاقاتهم وكفاءاتهم بدلاً من تركهم نهباً للأمراض والفراغ!!
من بركات تقاعد الكويتيين!!
الأخ الفاضل يوسف عبدالرحمن كتب مقالاً ظريفاً في نفس العدد من مجلة المعلم لمعلم غير كويتي يقدم دروساً خصوصية للطلبة، عندما سأله الأخ يوسف عن سبب كسره للقانون الذي يمنع الدروس الخصوصية، قال له: استاذ يوسف ما تسيب الناس تسترزق!!
تعليقات