قضايا الجنسية حساسة جداً وينبغي التعامل معها بشكل مدروس وواضح.. كما يرى محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 548 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش-قضية تطفو وأخرى تغرق

محمد المطني

 

قضايا الجنسية وتعديلات قانونها الجامد الذي وضع قبل العمل بالدستور كانت القضية الرئيسية في الانتخابات الأخيرة التي طرحت ما بين شد وجذب واصطف حولها الناس ، وفي المحصلة تفوق الرافضون لما حدث بأطروحاتهم حول هذا الاصطفاف والتكثيف الشعبي حول القضية والشعور بعدم الأمان والذي كان قائد الكثير ممن صوت للمرشح «أ» أو «ب» وكانت التعديلات المرجوة التي قدمها المرشحون واعلنوها من حسمت صوت العديد من المواطنين.

لا يمكن لوم أي مرشح ولا ناخب تعامل مع الانتخابات من خلال طرح قضية الجنسية وقانونها بل من الطبيعي أن تتحول هموم الناس واهتماماتهم إلى مادة انتخابية يتفاعل معها المرشحون ويعدون الشعب باصلاح ما يمكن اصلاحه فما فائدة تمثيل الناس في البرلمان دون أن تنعكس مطالباتهم على الطرح والتوجه؟

قضايا الجنسية حساسة جداً وينبغي التعامل معها بشكل مدروس وواضح ولا يجب تأجيل مثل هذه القضايا بالإجراءات والتوجهات ولكن أيضا لا يجب سلق ما يريد الساسة بشكل غير مدروس لصعوبة الرجوع لأجواء التعديل مرة أخرى وصعوبة إعادة المحاولة إن تمت، تعديل هذا القانون والدخول به يتطلب تفاهمات سياسية ورأي عاما واعيا ومشاركا بمراقبته ومتابعاته فلنصنع هذه البيئة أو لنحافظ على استمرارها حتى نضمن الحلول والتفاعل.

في المقابل يدور الحديث حول تضييع النواب لوعودهم الانتخابية والانشغال بقضايا أخرى مثل الرياضة وهو في الحقيقة أمر متوقع ، فالسياسة والعمل البرلماني على وجه التحديد عمل تفاعلي يتأثر بما يحدث وما يكون وهذا ما حدث بتقدم الرياضة كأولوية تفاعلاً مع قرعة كاس اسيا القريبة جدًا والتي قد يحرم منتخبنا من المشاركة بها إن استمر الوضع دون تغيير.

الرد هنا على من كان يتوقع أن يحسم ملف الجنسية بشكل سريع ككثير من القضايا السابقة هو بأن هذه القضايا الحرجة وإن كانت قانونية لكن جانبها السياسي هو الأهم والحشد السياسي والتدرج القانوني هو الاختيار الأفضل ليعبر المشروع إن تم بتوافق الجميع دون تضخيم وبمواءمة سياسية تضمن العنب وانا هنا أتحدث عن تعديل قانون الجنسية فقط لا عن حسم القضايا الأخرى المتعلقة بمن تأثر من هذه القرارات والتي أتمنى الانتهاء منها بأسرع وقت.

نقول هنا بأننا جميعا لدينا ملفات وأمنيات نريد من الساسة حسمها وتصحيحها ولكننا في مقابل ذلك أمام حياة سياسية غير منظمة تغيب فيها الأحزاب ويصعب معها ترتيب الأولويات وحصر البرامج وترتيبة مناقشتها فنتجه دائما لحسم الملفات التي تطفو على السطح إما بفعل فاعل أو بسبب شعبيتها وضغط الشارع نحوها. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك