ناصر المطيري يطالب بميثاق وطني تلتف حوله التيارات السياسية والدينية والاجتماعية لوضع أمن الكويت فوق كل اعتبار

زاوية الكتاب

كتب 1729 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- تحصين الجبهة الداخلية

ناصر المطيري

 

لتوترات الجارية في محيط الكويت الاقليمي من شأنها أن تضعنا في عين العاصفة ما لم يسود الوعي بضرورة تحصين الجبهة الداخلية من أي آثار انسحابية ناتجة عما يجري حولنا.

ولا يخفى أن الكويت من النواحي الاجتماعية والسياسية تتفاوت وتتباين فيها التوجهات الشعبية ازاء ما يجري من حروب في العراق وسورية واليمن وتوتر العلاقات الخليجية الايرانية، واختلاف تلك التوجهات تحدده غالبا ميول مذهبية، لذلك لابد من الانتباه من الانزلاق في متاهات الصراعات الدائرة في المنطقة حاليا والتي تقودها أجندات طائفية.

الكويت بسياستها وعلاقاتها الدبلوماسية وبسلام ووئام مختلف فئات شعبها لها خصوصية متميزة تجعلها بمنأى عن التجاذبات الخطيرة الجارية خليجيا وعربيا وعالميا، فالقيادة الكويتية تدرك حجم الكويت وتعي المخاطر المحيطة لذلك هي تنتهج نهجا سياسيا متوازنا يغلب المصلحة الوطنية وأمن البلاد للبقاء في خانة الاستقرار، المسؤولية في الحفاظ على استقرار الكويت وأمنها لا تقتصر على السياسة الخارجية والنهج الحكومي في التعامل مع الأحداث الراهنة من حولنا بل هناك مسؤولية مهمة وحساسة تقع على الشعب الكويتي وممثليه في مجلس الأمة بالعمل على تجنب ما يثير الفتنة الداخلية وما ينسحب من الخارج من انعكاسات طائفية على الداخل الكويتي.

وفي ظل هذه الأوضاع الخطيرة والدقيقة في المنطقة نحن بأمس الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال ميثاق وطني تلتف حوله كل القوى والتيارات السياسية والدينية والاجتماعية تضع فيه أمن الكويت فوق كل اعتبار ن وذلك لن يتأتى إلا بنبذ كل مشاعر التشاحن المذهبي، والتعنصر الوطني، والاقصاء السياسي والديني، وهذا يحتاج من الناحية العملية ترشيد الممارسة السياسية للنواب بتجنب التكسب الانتخابي على حساب تفتيت الجبهة الداخلية، واجتماعية على النخب الثقافية والاجتماعية رفع روح المسؤولية الوطنية، وبث روح التعايش بين أفراد المجتمع مهما اختلفت ميولهم وانتماءاتهم الدينية أو السياسية، فالكويت يجب أن تكون مظلة للجميع نحفظها ونحصنها من المخاطر بتآزر الجبهة الداخلية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك