ما يحدث في دولة الكويت ليس له علاقة بالاصلاح او العجز.. كما يرى زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 569 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- النكدي العاجز

زياد البغدادي

 

كثيرا ما اسأل حول عجز الميزانية والمصروفات والايرادات، وحول العجز تحديدا بين صدقه وتكذيبه وهل هو عجز حقيقي او وهمي؟، هو حديث الساعة لما ترتب عليه من اجراءات تقشف وخوف وهلع من مستقبل مظلم مليء بالاسلحة البيضاء كالسكين والموس.

وردا على هذا السؤال قد قمت بتأليف قصة قصيرة تشرح واقع الحال بصورة مبسطة جدا، نبدأها «بسم الله»:

كان هناك رجل يدعى نكدي بدأ حياته فقيرا مكافحا يبحث عن لقمة العيش في بلد فقير وفيه الحياة صعبة، لم يكن صديقنا نكدي من اسرة عريقة او غنية يستطيع ان يعتمد عليها فاعتمد على نفسه وجهده، فبدأ حياته مجاهدا ويعمل بشكل متواصل بين اكثر من وظيفة، حتى يستطيع تأمين الحياة الكريمة لعائلته الصغيرة والتي لن تكون كذلك مع مرور الزمن لان زوجته الفاضلة امرأة ولود، فجمع نكدي المال وانعم الله عليه من خيراته، ولكنه قرر ان يستثمر جزءا من دخله وخاصة ذلك الذي يجنيه من عمله الحر والاضافي، فقرر ان يكون مصروفه الشهري فقط من عمله الرئيسي له ولأولاده وان لا يتجاوزه ابدا.

مرت الايام والسنين ليصبح العم نكدي ذا ثروة طائلة وعائلة كبيرة، فزواجه في سن مبكرة جعله يشاهد اجيالا من سلالته كما ان ابناءه ساروا على نهجه في الانجاب وكذلك الزواج في وقت مبكر، حتى اتى ذلك اليوم الذي توقف فيه صديقنا العزيز عن العمل وتحول الى التقاعد فنتج عن ذلك القرار تقلص ايراده من عمله الرئيسي، ولكن ظل متمسكا باسلوبه في الصرف، فمر الشهر الاول من التقاعد قاسيا فبالكاد استطاع تغطية مصروفاته بالنظام المعتاد، اذ انه لا يريد ان يستهلك ايراد العمارات والعقارات والمحال التجارية في مصروفاته الشهرية.

حزن صديقنا النكدي حزنا شديدا، وكانت علامة الاستفهام والتعجب ظاهرة على الابناء والاحفاد وابنائهم، فجدهم الاكبر كان حزينا متخوفا يعيش هاجس الافلاس وهو رجل فاحش الثراء والغنى، وكان لنكدي ابن اسمه احمد وهو رجل حاد الطباع ولا يخشى في قول الحق لومة لائم، ولم يعجب احمد اسلوب والده في التعاطي مع الامور وخوفه المرضي، فقرر مصارحته.

ذهب صديقنا الجديد احمد لوالده وبعد السلام والترحيب بدأ السؤال، لما هذا الخوف الذي اصبح يعتريك ؟ هل من جديد ولا نعرفه ؟، فكان الرد من الوالد صاعقا بأن المال لا يكفي لمصروف البيت وخاصة بعد التقاعد فرد الابن معلقا وماذا عن الحلال والمال من التجارة والعمارة !؟ فرد الوالد قائلا فذلك كله لكم.

رد صديقنا ومن تقصد ب «لكم» يا ابي ؟ قال احفادي ومن بعدهم، فالحياة صعبة وتجميع المال اصعب، ضحك صديقنا احمد وقال وماذا عساك ستفعل ؟

قال العم نكدي سأستدين، واظل اجمع المال الى يوم الدين.

هز صديقنا احمد رأسه وقال انه والله لأمر عجيب.

خاتمة

تحول العم نكدي من رجل مكافح مجاهد الى مدين عاجز، فتحول الاستقرار والانجاز وبناء المستقبل الى خوف مرضي يخشى فيه مما سيلاقيه غدا، ولم يهنأ احفاده بما حقق هو من ثروة وحرم هو من نظرات السعادة التي قد يدخلها لحياتهم لو انه تخلص من خوفه الوهمي.

هل هو بخل ام مرض؟ لا اعلم ولكنه بالتأكيد امر عجيب.

هذا هو عجزنا، فهل عرفتم الاجابة؟

زوايا

1 - العجز في الدول عندما يتعلق بمصروفات الشعب وتترك المصروفات الاخرى فهذا يسمى مزاجية والميزانية تشهد على ذلك.

2 - لا يوجد دولة في العالم تقلص مصروفاتها تجاه شعبها وتزيد من مصروفات التجهيزات العسكرية الا كوريا الشمالية مثلا.

3 - ما يحدث في دولة الكويت ليس له علاقة بالاصلاح او العجز، الامر كله متعلق بقرار وجد ان ما يمنح للشعب ليس واجبا على الدولة ويجب ان يتوقف.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك