بدر البحر: أقليات مستضعفة أصولها ومذاهبها من دول الجوار أفرطوا في الولاء لها
زاوية الكتابكتب يوليو 29, 2007, 9:08 ص 541 مشاهدات 0
زاوية حادة
السلاح الذي تسلحتم به
29/07/2007 بدر خالد البحر
لا نعتقد ان التذمر الحالي من الفساد قد جاء بسبب ان الناس قد اكتشفوا للتو
ان هناك اشخاصا يسرقون المال العام! فالسرقة تاريخها قديم حتى من قبل افراد
الشعب، فهناك وزير نفط وآخر وزير اسكان قديمان وليسا من الاسرة، سمعنا عنهما
قصص سرقات بالملايين، ايام كان المليون صج مليون، ولم يحاسبهما احد، اما من
يقول، او ينظم شعرا يقول فيه، إننا الآن في حقبة سياسية اسوأ من الحقبة
السابقة قبل انتقال الحكم، فإننا نقول له ان ما نعيشه الآن هو حصاد الماضي
ونتائج السياسات الخاطئة على مدى اكثر من عشرين عاما توقفت فيها التنمية فلا
مدن ولا مستشفيات، ولا مدارس جديدة، ولا عاصمة حالها حال دول الجوار، ولا
محاسبة لسراق المال العام، ومصافي النفط ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه
تآكلت حتى اصبحنا نخشى تشغيل شفاط الحمام خوفا من ان تنقطع الكهرباء عن
الكويت كلها!
ان اخطاءنا الاستراتيجية قديمة وليست وليدة الحقبة الحالية كخطأ اسقاط ديون
الغزو الذي كان بمنزلة الفيروس الذي افسد عقولنا فصرنا نفترض ونتمنى غزوا
آخر، فسقطت آدميتنا ومكتسباتنا الحضارية، وتوالت بعدها الاسقاطات من اخلاقية
الى اسقاط فواتير كهرباء ومنح نقدية وزيادة رواتب حتى طالبنا بإسقاط الديون
مرة ثانية في واحدة من اكثر المطالب تحقيرا للمواطن الكويتي امام العالم
بدعوى الاصلاح!
الوضع خطير جدا، فلم يعد هناك من هو بمنأى عن التطاول، والغريب ان يحدث ذلك
في عهد اكثر حكومة اصلاحية، ليكون دليلا على قوة تيار الفساد حين ضاق عليه
الخناق، والامر الغريب الآخر ان يتم التطاول على الاسرة حتى من قبل من شبعوا
حبا لخشومهم واكتافهم وتمسحا وتزلفا في بلاطهم! فنحن من اكثر المنتقدين
للحكومة ولبعض افراد الاسرة، ولكننا ننأى عن تجريحهم، الذي بدأ يمارسه البعض
بشكل سافر، كالقصيدة التي يتناقلها الناس بهواتفهم النقالة لنائب سابق شبع من
حب الخشوم ينتقد فيها حتى الذات المصون! فكيف لمن تم تقريبهم ورفع شأنهم
ومصاهرتهم وشبعوا مما لم يشبع منه غيرهم ان يتطاولوا بهذا الشكل؟ فإن كان
الاخ الشاعر يريد اصلاحا، فإنه سرا وودا وموعظة.
آخرون ايضا من الكويتيين ممن ترجع اصولهم ومعتقداتهم ومذاهبهم لدول الجوار
الذين كانوا اقليات مستضعفة في يوم من الايام فآزرتهم الحكومة، حتى صاروا
نسيجا مهما في المجتمع، ولكنك الآن تجد بعضهم قد افرط في الولاء لدول الجوار
والانبهار برموزها، حتى صاروا يعلقون في ندواتهم صورا لرموز سياسية ودينية
خارجية ينتقدون فيها الدستور ويطالبون بمزيد من الحريات بشكل يمس بالسيادة
ورموز البلاد كما حدث في ما يسمى ديوانية الوحدة!
ان على الاسرة ان تتماسك وتصفي حساباتها داخليا وتحظر على افرادها الخوض
بخلافاتهم علنا حفاظا على هيبتها، كما عليها محاسبة افرادها وعزلهم عن الحياة
السياسية ان ثبت تورطهم قبل ان يصبحوا مادة للتجريح العلني، فنحن على سبيل
المثال من بين كثيرين انتقدوا رئيس الخطوط الجوية الكويتية، ولكن لا نقبل ان
يأتي نائب ليقول لرئيسها 'ان عهد ابوك وجدك قد ولى'، بشكل جارح ينتقص من
مكانة الاسرة ويتعدى حدود المحاسبة النيابية.
ان ازمة انتقال الحكم قد لبدت فوق صدورنا غيوما سوداء ثقيلة ذكرتنا بالغزو،
وعليه فلا نود ان يعود هذا الشعور، الذي اطاح بتوازننا، وليس من مصلحتنا
تجريح الاسرة حتى لا يختل توازن النظام السياسي في عيون الحاقدين، وهو ما
يلقي بالعبء على الاسرة لتنتقي من يكون حولها من اصحاب العقول الراجحة
المخلصة، فها هو اثر اقصاء الوطنيين المصلحين لعقود من الزمن وها هو اثر
السلاح الذي تسلحتم به.
***
إن اصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان.
القبس
تعليقات