الحكومة تسرعت بتسريبها معلومات عن إمكانية تقديم استقالتها ردا على امكانية طرح الثقة بالوزير.. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 502 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- ما وراء الاستجواب!

د. وائل الحساوي

 

كتبت قبل بضعة أيام لأمتدح استجواب وزير الإعلام من حيث كونه آداة راقية لمحاسبة الوزراء، وامتدحت الالتزام من جميع الأطراف، لكني دخلت دواوين عامة وقرأت تعليقات حول الموضوع، فوجدت بأن الكثيرين غاضبون من سير الاستجواب وأنهم يصفونه بأنه استجواب مسيّس وأن وراءه أطرافاً في البلد متصارعة!!

بل اعتبره البعض حرباً بالوكالة تحدث بين أطراف من الأسرة الحاكمة لا سيما خلافات الشيخ أحمد الفهد مع أبناء عمه!!

بعض الإخوة في الديوانية بدأ بتحليل كل كلمة قالها المستجوبون وربط بينها وبين تلك الحرب بالوكالة التي وصفها، بل طالب هؤلاء بالتدقيق في أسماء كل من أعلن تأييده للاستجواب وخلفيته!!

أعترف بأني أجهل الكثير مما يجري خلف الستار وأنني أحسن الظن بنوابنا الأفاضل، وأعتقد بأن هذا العدد الكبير لمن أيدوا طرح الثقة بالوزير لا يمكن أن يكونوا متواطئين مع الشيخ أحمد الفهد أو أنهم تحركهم المصالح الضيقة ضد أطراف في الحكومة!!

لقد تسرعت الحكومة بتسريبها معلومات عن إمكانية تقديم استقالتها ردا على امكانية طرح الثقة بالوزير، فليست هذه هي الطريقة المثلى لردع المجلس حتى وإن شعرت الحكومة بالغبن من تصرفاته!!

أما ما تكلم به الأخ محمد المطير أو أوحى به من احتمال استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، فهذا خطأ كبير أتعجب من وروده على لسان شخص فاضل مثل أبو براك وهو الرجل العاقل الحكيم، وهو مما يوحي بأن الهدف هو تصفية حسابات بين الحكومة والمجلس!!

إن الإصلاح مطلوب في جميع مرافق البلد والشق واسع، ولكن لابد من الحكمة في التعامل بين الحكومة والمجلس وعدم شعور النواب بأنهم فوق القانون أو أن الفوضى هي سبيل الإصلاح.

لماذا الزعل على مجلس الثقافة؟!

المجلس الوطني للثقافة والفنون هو مشروع فاشل، وقد شاهدنا كيف فشل هذا المجلس في استقطاب الشباب الكويتي للعمل في مجال الثقافة والفنون، كما أنفق المجلس ملايين الدنانير من أجل تنظيم فعاليات ثقافية لا تستقطب إلا أقل القليل من الكويتيين!

لقد غضب الليبراليون عندما أحال وزير الإعلام قيادات المجلس الى التحقيق وأوقف ثلاثة منهم عن العمل ثلاثة أشهر على خلفية ما ورد في الاستجواب!!

وأنا في الحقيقة لا أعرف شخصياً أحداً من قيادات المجلس ولا أتكلم لمصلحة شخصية ولكن أتعجب من غضبة البعض على قرار الوزير واتهامه بعقد صفقات مع المستجوبين رغم أنه سيتقدم باستقالته بعد يوم!

لكني أتمنى من أي وزير قادم للإعلام أن يولي أهمية خاصة للمجلس الوطني لكي يحقق الأهداف الحقيقية لمفهوم الثقافة والفنون وأن يفسح المجال للشباب الكويتي للمساهمة في ذلك المجلس!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك