احسموها.. برحيل المبارك
زاوية الكتابحسن جوهر يكشف للنواب خارطة طريق سياسية حتى 'تتسنّع' الحكومة
كتب فبراير 7, 2017, 10:05 م 3081 مشاهدات 0
سقوط حكومي مبكر❗
بقلم : د. حسن جوهر
سقطت الحكومة سياسياً في أول إختبار بسيط مع المجلس الجديد وبشكل سريع جداً ، وبغض النظر عن القرار الذي سوف يتخذه مجلس الوزراء للتعامل مع جلسة طرح الثقة في وزير الإعلام ، فأن العلاقة بين الحكومة والبرلمان قد إنقطعت تماماً وهذا يعني رحيل إحدى السلطتين لا محالة*❗
مع ظهور نتائج الإنتخابات الأخيرة طالبنا سمو رئيس مجلس الوزراء بقراءة مؤشراتها جيداً عند تشكيل فريقه الوزاري ، وحذرنا أن شهر العسل الذي دام حوالي أربعة سنوات قد ولى دون رجعة ، وأن الحكومة لم تعد تعزف منفردة على الساحة أمام مجلس صوري ونواب تسميهم بالمناديب ، إلا أن عقلية الحكومة وموروثها التاريخي وفكرها القائم على العنجهية التقليدية لم تتغير ، ولا يمكن أن تتطور وفق الرؤى العقيمة التي جبلت عليها*❗
النتيجة أن الحكومة اليوم غرقت في 'شبر من الماي' ، وحتى محاولات تصنع الغضب واللجوء إلى التهديد بحل المجلس أو تقديم إستقالة جماعية أو إنتظار الفرج من المحكمة الدستورية لإبطال الإنتخابات لا ولن تجدي نفعاً ، ولذا أتوقع بعد كل هذا التهويل أن ترضخ سياسياً وتضحي بوزيرها ، ولكن حتى هذا القرار لن ينقذها ، فالتالي هو رئيس مجلس الوزراء*❗
لقد كان مجلس الأمة رحيماً جداً أو لعله قليل الخبرة السياسية عندما بدأ بإستجواب وزير الإعلام ووزير الشباب وعلى قضية الرياضة رغم أهميتها ، ولكن لو كان هذا الاستجواب موجهاً لرئيس الحكومة ويتضمن كشف حساب شامل يتضمن كل الاستحقاقات المتراكمة منذ أربع سنوات بما فيها أنواع العبث السياسي والدستوري وكل القرارات التعسفية والقوانين الظالمة ، لكان وقع ذلك أكبر وأهم بل أعم في فوائده وإيجابياته ومصحوباً بزخم شعبي واسع ، بل كانت الفرصة سانحة لفرض مجموعة من الإصلاحات تتعلق بطريقة تشكيل الحكومة ونهجها وتفكيرها ورجالاتها وأدائها السياسي والمهني*❗
الحكومة اليوم تمارس كوميديا سوداء تبعث على الغثيان فعلاً ، فقد ظهرت علينا فجأة ودون مقدمات بما يعرف برؤية 2035 ، ومع ذلك لم تستطع أن تواجه أول إستجواب في أول شهر من أول دور إنعقاد وفي بداية فصل تشريعي جديد ، وهذا الإمتحان أقوى دليل على أنها خاوية تماماً من الداخل ولا يمكن التعويل عليها في إدارة شؤون البلد في يوم واحد فما بالك في رسم خطة إستراتيجية لعشرين سنة قادمة ، فهل هذه مزحة أم أنها 'تقزيره' على عقول الكويتيين*⁉
المجلس الجديد قد لا يكون العصا السحرية وبالتأكيد ليس بدرجة المثالية ، ولكن وهم الحكومة بالتخلص منه لا ينم إلا عن ضحالة سياسية ، فأية إنتخابات جديدة وخاصة بشكل مبكر سوف تبقي على مكامن القوة في هذا المجلس وتغير فقط جوانب النقص فيه لأنها سوف تستبدل من بقي من مناديبها*❗
إذا كانت إرادة الناس رخيصة في نظر الحكومة بحيث يتم إخراج الناخبين إلى صناديق الإقتراع عشرة مرات متتالية منذ عام 2000 ، فمن الأولى والأقل كلفة سياسياً أن نغير في الحكومة من رأسها إلى رجليها مرات ومرات ومرات حتى 'تتسنّع'*‼
تعليقات