التردي في لغة الحوار في مجلس الأمة وصمة عار على الديموقراطية.. كما يرى عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0

عادل المزعل

الأنباء

نحتاج إلى لجنة القيم

عادل المزعل

 

إذا كنا قد ارتضينا الديموقراطية منهجا وأسلوبا في الحياة لأن الكويتي طبع على أن يبوح برأيه ويعلم أن حكامه يستمعون إليه ويحرصون على سماعه وتفهم وجهة نظره وهذا التواصل بين الحاكم والمحكوم الذي نعيشه منذ نعومة أظفارنا أصبح نبراسا لنا وطبعا نتطبعه لا يتغير ولا يتبدد، فالكويتي يجهر برأيه والمسؤول يستمع اليه وأبوابه مفتوحة للصغير قبل الكبير وللفقير قبل الغني أهذا دأبنا وتلك فطرتنا التي فطرنا عليها؟ وعندما يشب الطفل في بيته فهو يتعلم أول دروس الديموقراطية وأول دروس الطاعة والحرص على سلامة البيت والأسرة فلا يشذ عنها ولا يسعى الى تقويض أواصرها هذا عهدنا مع أبنائنا الذين يتخذون منا قدوتهم، فالحديث وحسن الاستماع وقوة التعبير عن الرأي والتمسك بالقيم والأخلاق عند طرح الرأي وعند الاستماع للآخر دروس تعلمناها في بيوتنا وشب الجميع عليها مع الاحترام والطاعة والديموقراطية فلم نتعود السباب ولا الشتائم في بيوتنا ولم نترب عليها وان الآذان لتصم من سماع الشتائم وتجزع النفس من كل سباب بذيء وليس المؤمن بلعان ولا بفاحش كما قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هكذا أمر ديننا وهذا هو خلق المسلم الذي نتمسك به جميعا ونحرص عليه، والخارج على هذا الخلق نعده بذيئا ونتحاشاه في مجالسنا وننبذه في اجتماعاتنا، وعندما نعيد النظر في لغة الحوار المتداولة في مجلس الأمة الذي يضم ممثلي الأمة نصدم من تردي لغة الحوار ومن كم السباب والشتائم البذيئة التي تخرج من بعض أعضاء مجلس الأمة الذي وضع ليسنّ قوانين الأمة بل تحسب نفسك في الشارع لرداءة بعض الحوارات التي تخدش السمع والبصر أين القيم التي توارثناها أبا عن جد؟!

أين الاخلاق التي نعلمها لأولادنا وهم يتابعون مجلس الأمة وجلساته ويشاهدون ويسمعون هذا السباب والنقاش العقيم الذي دخل الى كل بيت عبر جهاز التلفاز أو عبر الصحف اليومية أهؤلاء هم القدوة؟! أهؤلاء ممثلو الأمة؟! أهذه هي لغتهم ومفرداتهم وأساليبهم في الحوار والنقاش؟ تبا لهذه الديموقراطية ولهذا النقاش وسحقا لهذا الحوار، إن التردي في لغة الحوار في مجلس الأمة وصمة عار على الديموقراطية وثقب في الثوب الناصع البياض لحرية الرأي والتعبير التي نتمتع بها في الكويت ليست هذه هي الديموقراطية إنما هي ضرب من ضروب الفساد والإفساد فحن نحتاج إلى تفعيل لجنة القيم ونحتاج إلى الانضباط في سلوكياتنا نحتاج إلى تحويل من يحل بقيمنا إلى التحقيق والفصل من مجلس الأمة لا لمن يفهم الديموقراطية فهما خاطئا قال الشاعر:

يعيش المرء ما استحيا بخير

ويبقى العود ما بقي اللحاء

فلا والله ما في العيش خير

ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك