حول 'الطابور الخامس' وإشعال الفتنة بين دول الجوار.. يتحدث عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- الكلمة الطيبة صدقة

عبد المحسن جمال

 

حسن الجوار عبارة طيبة، سواء على مستوى الافراد او على مستوى الدول.. ومن ابجديات العلاقات الدولية ان تكون علاقات جميع الدول طيبة، فما بالك بدول الجوار.

ولكن وفي الوقت نفسه هناك من الجانبين من لا يريد لهذه العلاقات ان تنمو، بل ويعمل جاهدا لبث الاشاعات وتضخيم الاختلافات لتوتير الاجواء والعمل على قطع العلاقات.

من هنا فإن وجود ما يسمى بالطابور الخامس في السياسة، او المنافقين في الفهم القرآني، امر يجب ان يؤخذ بعين الجد من خلال متابعة تحركاتهم وتصريحاتهم التي يبثونها بين فترة واخرى.

ولو اخذنا اي حادثة تقع بين بلدين متجاورين، لوجدنا ان هناك في كلا البلدين من يضخم هذه الحادثة ويخلق منها وسيلة لزيادة العداء وبث روح الكراهية بين الشعبين من خلال الكتابة او القول من دون اعتبار للمصلحة العامة او سياسة حسن الجوار.

ومن هنا تأتي اهمية الاعلام ووسائله المختلفة، التي اصبحت سلاحا قويا لتوجيه الرأي العام بهذا الاتجاه او ذاك.

والمتابع للاحداث يمكنه رصد هذه التحركات وهذا الاعلام ومن يعمل فيه لمعرفة اسلوب تلقيه للاحداث وكيفية تحليله للوقائع، ومدى مراعاته للمصلحة العامة، او جنوحه لتأجيج الامور وايجاد الاختلافات وابرازها وان ادى الامر الى خلق حالة من التشنج والتوتر بين البلدين المتجاورين.

وهذا النوع من الناس تجدهم في الجانبين، ويعملون لاجندات لا تخدم بلدهم، بل تعقد الاوضاع فيه.

ولو درسنا التاريخ السياسي في العالم كله، وعلاقات الجوار بين بعض الدول لوجدنا امثلة كثيرة لهذا الامر، وكيف ان هذا النوع من «الاعلام الموجه» او بعض الافراد استطاعوا تسيير الامور بطريقة احدثت صدعا كبيرا بين الدول، وخلقت صراعا طويلا.

لذلك فان الدبلوماسية الهادئة والتصريحات العاقلة والسياسيين المحنكين هم المطلوبون لهكذا ظروف وهكذا اوضاع.

فالكلمة الطيبة تحدث اثرا طيبا وعلاجا ناجعا، بينما الكلمة الخبيثة تحدث ما لا تحمد عقباه.

وهنا تأتي اهمية وجود السياسي والدبلوماسي الناجح الذي يجيد استخدام الكلمات في حل الصعوبات وازالة التوتر بين دول الجوار.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك