مسلم البراك والغضبة الشعبية.. يكتب محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب 962 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

آمال : مسلم البراك والغضبة الشعبية

محمد الوشيحي

 

كل هذه الغضبة الشعبية، بعد الاعتداء على ضمير الأمة مسلم البراك، لم تكن تصنعاً، ولا استعراضاً لجماهيريته، ولا غير ذلك كما يظن أو يدّعي بعض أنصار السلطة، بل كانت نابعة من القلب، مشوبة بحرقة صادقة، غلّفتها كلمة المرأة التي تصادف وجودها في المستشفى ومرور مسلم البراك: 'يا بعد وجهي وجهك'، ومعناها: 'أدعو الله أن أموت قبلك'، وهي، بالتأكيد، كلمة لن تقولها تلك السيدة إلا لمن تحبه وتجله بصدق.

أما أسباب الغضبة الشعبية التي عمت أرجاء الكويت، فلأن عقول الناس لا تستوعب الحكاية التي تريد بعض الأطراف ترويجها، وهي أنها مجرد مشاجرة بين 'سجينين'، على اعتبار أن البراك مجرد سجين عادي، من بين مئات المساجين الذين يغص بهم السجن! لا يا سادة، معلش، ما حزرتوا، البراك ليس مجرد سجين عادي كما تصورونه، بل سياسي تجاوزت شهرته الكويت، ولعله الأشهر عربياً، ثم إن له من الخصوم المتنفذين ما الله به عليم، وهو في الستين من عمره، وعلى وشك الخروج من السجن بعد قرب انتهاء مدة محكوميته... كل هذه الأمور وغيرها تطرح سؤالاً كبيراً: ما الذي بين البراك وبين شاب مدمن مخدرات، لا يشاركه العنبر ذاته، كي يتشاجرا؟

وبما أن وزارة الداخلية شكلت لجنة تحقيق في الاعتداء (قلت الاعتداء وليس الحادثة) فسننتظر نتيجتها، على ألا تخرج لنا اللجنة بتقرير مشابه لتقرير 'رصيف الحربش'، بل تحترم عقول الناس، وتحترم مكانتها كمؤسسة. والأهم، أن يُتاح للجنة التحقيق البرلمانية كل ما يسهل عملها، لتقوم بتحقيق موازٍ لتحقيق 'الداخلية'، وهو ما يؤكد للناس حيادية الوزارة وثقتها بلجنتها وإجراءاتها.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك