نتفنن في تحميل غيرنا مسؤولية تخلف وترهل ادارتنا لمرافق الدولة.. كما يرى محمد المطني

النهار

نقش- خلل التركيبة ومشاكلنا

محمد المطني

 

فجأة تصبح التركيبة السكانية وخللها سبب كل المشاكل التي يعاني منها المواطن، فسبب تخلف الصحة وسبب نوم المرضى في الممرات ليس تهالك المرافق الصحية ولكنه بسبب أعداد الوافدين وخلل التركيبة، وسبب الزحمة ليس عدم تطوير الطرق وعدم وجود وسائل أخرى للنقل غير السيارة وضمور مشروع المترو وغيره ولكن سببه صديقي القارئ عدد الوافدين وخلل التركيبة أيضاً.

نتفنن في تحميل غيرنا مسؤولية تخلف وترهل ادارتنا لمرافق الدولة، نقبل وبسهولة تحميل كل تخبطاتنا لمبرر مستحدث ومفتعل كسبب لا كمشكلة ولم نكن نسمع عنه منذ سنين، خلل التركيبة السكانية حمال أسية الفساد والتخلف وسوء الادارة. فلا سوء مرافق الصحة والخدمة العلاجية سببه خلل التركيبة السكانية بل سببه المباشر عدم تطور مرافق الصحة وعدم بناء مستشفيات وعدم تفعيل دور المستوصفات، يكفينا البحث عن أسباب نعلق عليها فشل الحكومة وسوء ادارتها وتحميل غيرنا مسؤولية توهان القرار والخطة.

تتناثر الاقتراحات والمشاركات التي تهدف لحل آثار قضيتنا الكبرى، فنجد اقتراحاً جعل مستشفى جابر للمواطنين واقتراحاً آخر بمنع صرف الدواء عن الوافدين والخ الخ، اقتراحات تريح الحكومة وتغطي على سوء الادارة وعلى غياب الخطط التنموية وتستعيض عن كل ذلك بحلول ترقيعية قد تسيء لشكل الدولة في الخارج ولدورها الانساني المعروف بغير قصد.

ليس للعنصرية أفعال معينة وليست محصورة في تباينات العرق واللون والدم بل والجنسية أيضاً، العنصرية قد تكون في نظرتك لغيرك وفي جعله الحلقة الأضعف وفي تحميله تكاليف تغطية فشلك الاداري في ادارة موارد الدولة وتنميتها حسب حاجتك العددية والنوعية، في ترك مرافق الدولة دون تطوير ولا تجديد لتواكب أفعالك الأخرى في زيادة أعداد السكان وغيره. تفاءلوا.