محمد العوضي أشفق على الشباب بعد جولة في سويسرا وفرنسا

زاوية الكتاب

كتب 518 مشاهدات 0


خواطر قلم / هموم مسلم مغترب ازدادت درجة الشفقة عندي على الجاليات المسلمة في الغرب بعد الجولة السريعة التي قضيتها في مدن سويسرية وفرنسية الأسبوع الماضي، عندما اجتمعت وجها لوجه وفي سهرات ودية مع الشباب المغترب، بعد المحاضرات العامة التي ألقيتها هناك ولقد أوصاني الأستاذ غريب العربي رئيس اللجنة المنظمة لملتقى الشباب المسلم في أوروبا تحت شعار «أمة وسطى»... بألا أكتفي بسرد المحاضرة وفرض الأفكار أو حشد العاطفة لقضية ما، وانما نريد منك ان تفتح المجال للحوار فان الأجيال الشبابية التي ولدت في أوروبا أي الجيل الثاني له مشكلاته وتساؤلاته الخاصة، ولقد كان الضيف الذي قبلك بيومين رغم فهمه لمادته الثقافية إلا انه يعوزه فهم توصيل المعلومة وفن الحوار. قلت للاستاذ غريب هذا الكلام لا يحتاجه الداعية لخطاب جيل مسلم نشأ في أوروبا وانما حتى الأجيال المسلمة اليوم التي نشأت في الخليج والتي لا يبعد عنها الحرم الا ساعات في السيارة... نحن أمام مرحلة تاريخية يعتبرها كثير من مؤرخي الحضارة حقبة جديدة... بعد أن ألقيت محاضرتي ليلة الأربعاء الماضي في مدينة سيدرون السويسرية الجميلة وكانت القاعة تحتوي على آباء وأمهات وشباب وأطفال توافدوا من ايطاليا وفرنسا ومدن سويسرا والمجر والمانيا في جو من التناغم الاخوي ووحدة الهوية والهموم المشتركة بعد المحاضرة التي كانت عن كيفية عرض هويتنا في مجتمع غربي، أخذ الميكروفون يتنقل بين الجمهور، وكلها أسئلة وتعليقات أكثر من مفيدة تكشف عن واقع جديد وملتبس يحتاج قبل ابداء الرأي من الباحث او المفكر أو المفتي تشخيص الواقع كي يصف الدواء المناسب بتوازن. كان يقدم المحاضرة الاستاذ سمير الجلاسي رئيس المركز الإسلامي في مدينة لوكانو السويسرية فأذن لشاب متحمس في الصفوف الأمامية ان يتناول الميكروفون، فقال الشاب بكل ثقة، ما رأيك بمن يفتي ويقول لنا ان العيش بين غير المسلمين حرام ويناقض الايمان، ثم تبين ان الفتوى التقطت من «النت» وفي جلسة حوارية ودية أخرى جمع فيها منسقو اللقاء ثلة من الشباب المسلم الحائر المسكون باستفهامات عجيبة وكان معنا في الجلسة الشيخ عبدالحميد البلالي والدكتور أحمد الحمادي من قطر وآباء يحملون هموم ابنائهم الذين يقفون على مفترق الطرق حيث لا يُملأ الفراغ إلا بالضياع في عالم المخدرات والجريمة والجنس المتوحش، أو يقعون فرائس أفكار متطرفة تحلل انتهاك حرمة البلد المضيف بحجج واهية وتلبيسات شيطانية بسبب القهر العام لما يجري في العالم او - وهو ما اذهلني - ادمان النت على مواقع متطرفة، عرفنا أثرها من خلال رصد الاسئلة التي يتوجهون اليها، وكثير منهم غير مقتنع بالأفكار 100 في المئة ولكنه يجد فيها نوعا من المعقولية وهذه مقدمات خطيرة تمهد للاقتناع... كانت طريقة مناقشتي مع اسئلتهم التي لم استغربها كثيرا انني كنت اواجه اسئلتهم بأسئلة مضادة تناقض اسئلتهم وتفضح سذاجتها وتفتح آفاقاً جديدة لزوايا لم يكونوا يرونها ومن خلال الاسئلة المضادة يتم الجواب على الأغاليط، الا اني وجدت عاملا مشتركا بين المندفعين في الافكار المتطرفة ألا وهو التبسيط والاختزال والاستسهال... انني ادعو جميع من له الوقت والقدرة ألا يتخلى عن مساندة المسلمين المغتربين بالمشاركة في أي نشاط لديهم لتعزيز التوازن الايماني.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك