الحكومة تتجه إلى اتخاذ إجراءات قوية وحازمة في حق المخالفات..بوجهة نظر وائل الحساوي

الراي

نسمات- لا نلوم مَنْ يغضب على تصرفات النائبين!

وائل الحساوي

 

لا ألوم الناس الذين أبدوا غضبهم للتصويت على عدم رفع الحصانة عن النائبين جمعان الحربش والمرداس، ويبدو بأنها لعبة لعبتها اللجنة التشريعية في المجلس للدفاع عن هذين النائبين الفاضلين فقد رفضت اللجنة رفع الحصانة عن النائبين بحجة أن المسألة كيدية!

ولست أدري ما هي الكيدية في ذلك الموضوع، بل إني لأتعجب من هذين النائبين التملص من المثول أمام العدالة في قضية واضحة وضوح الشمس، وهل يرضيان أن تتم معاقبة نواب سابقين مثل مسلم البراك عندما ردد الخطاب (لن نسمح لك) ثم يفلتان من العقوبة فقط لأنهما يتدثران بالحصانة البرلمانية؟!

لقد شعر الشعب الكويتي كله بالإهانة لهذا الكلام الذي يجب ألا يصدر من عامة الناس ناهيك عن مثقفيهم وأصحاب الرأي فيهم!!

بالطبع فإن المحكمة تستطيع الانتظار إلى حين العطلة البرلمانية لكي تأمر باستدعاء هذين النائبين إلى المحكمة، ولكن أليس الافضل هو أن يقوما بنفسيهما بتسليم نفسيهما إلى العدالة؟!

وبالطبع فإن كون النائبين إسلاميين وملتزمين فإن الناس يتوقعون منهما أن يكونا قدوة للناس حتى لو أدى ذلك إلى سجنهما!!

الاتجاه نحو الإصلاح

أرى بأن الحكومة تتجه اليوم إلى اتخاذ إجراءات قوية وحازمة في حق المخالفات التي يرتكبها أفراد وجماعات لاسيما ما تقوم به هيئة مكافحة الفساد من تحويل قياديين إلى النيابة لعدم تقديمهم إقرارات بذممهم المالية، كذلك تحويل قياديين في هيئة الزراعة إلى النيابة لاستغلالهم لنفوذهم للاستيلاء على حيازات زراعية وتوزيعها على محسوبين عليهم، وخطوات أخرى تأتي على استحياء ولكنها كفيلة بإشعار الناس بأهمية الالتزام بالقانون وعدم التمادي في الباطل!!

شاهدنا ما حصل قبل أيام في كوريا الجنوبية من إقالة رئيسة البلاد ثم إحالتها إلى المحكمة لأنها استغلت نفوذها في تنفيع أصدقائها، وشاهدنا التحرك القوي في فنزويلا ضد الرئيس (ماديرو) بعد اتهامه بتهم الفساد وهكذا!!

نحن أولى بهذه الأخلاق الحميدة التي تنسجم مع عقيدتنا وأخلاقنا، ويجب أن يكون المسؤولون في وطننا هم القدوة للآخرين ولا يهربون عند أول هزة!!