مـا بقـي لنـا إلا الجنسيـة.. يكتب جاسم كمال
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2017, منتصف الليل 1171 مشاهدات 0
النهار
خُذ وخل-مـا بقـي لنـا إلا الجنسيـة
جاسم كمال
المقال السابق الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28/3/2017 بجريدة «النهار» الغراء تحت عنوان «شنو الفيلم الياي؟» وكان يتكلم المقال عن أننا في الكويت لا نعرف الهدوء لاننا كل يوم لدينا قضية محلية تشغل الشارع الكويتي وتقسمه إلى قسمين بين مؤيد ومعارض ويظل الشد والجذب بالشارع المحلي حتى تأتي قضية أخرى، وتعود نفس العجلة بالدوران مرة أخرى، وفي الأيام القليلة الماضية عشنا قضية تعديلات قانون الجنسية وهي بعهدة لجنة الداخلية والدفاع بمجلس ديسمبر 2016م، والغريب العجيب أننا ككويتيين نختار نوابنا لكي يشرعوا من أجل الكويت وأجلنا ويراقبوا الأداء الحكومي حماية للكويت وللكويتيين، ولكننا نجد تبدل الحال وتغير المسار بحيث باتت كل الأمور التي لا تخص أهل الكويت ديدن البعض من نواب الأمة الكرام وذلك من أجل مكاسب شخصية أو حزبية لا تخدم الكويت ولا الكويتيين.
والتعديلات على قانون الجنسية الذي بات مصدر خلاف وقيل وقال بين أهل الكويت كافة جاءت من قبل أناس لديهم أهداف غير حميدة يرغبون من خلالها في مسح الهوية الكويتية وتضييع الكويت التي شيدت بعرق أجدادهم وآبائهم من أجل مكاسب ظاهرها العدل والمساواة وباطنها الحقيقي سحب السلطة من يد أصحاب السلطة وتحييدهم وتركهم صورا لا حراك ولا قدرة لها حتى يعبث المزور والمزدوج، ويأخذ حقوق الكويتيين وينعم فيها على حساب أهل الكويت الذين باتوا يشعرون بالقلق من المستقبل القادم بسبب تزايد أعداد المجنسين بشكل بات خطرا على الكويتيين الذين يحملون الجنسية الكويتية وفق المادة الأولى (بالتأسيس) وبقية مواد الجنسية الكويتية، وللعلم أن كلمة بالتأسيس اختفت من بطاقات الجنسية الجديدة بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية فاختلط الحابل بالنابل، حتى جاء هذا الزمن ببعض النواب الذين لا هم لهم سوى تجنيس أبناء الكويتية وتجنيس الأعداد الكبيرة من فئة غير محددي الجنسية على حساب المواطنين الكويتيين، وهنا نقول: نعم نحن مع حل قضية غير محددي الجنسية ولكن وفق الأطر القانونية الصحيحة ومع أن يحصل على الجنسية الكويتية كل صاحب حق من غير محددي الجنسية من الذين يملكون إحصاء 1965 ومن عمل بالجيش الكويتي وأبنائهم وأعتقد أن أعدادهم معروفة لدى الجهات المختصة بذلك والبقية منهم يظهرون جنسياتهم الأصلية ويحصلون على اقامة بصورة شرعية في البلاد، ولكن بتعديل قانون الجنسية المزعوم يحق للوافد أن يرفع دعاوى قضائية بحال ابعاده عن البلاد، وهذا أمر مرفوض والمزدوج أيا كانت ازدواجيته يأخذ وينعم بخيرات ليست له أيضاً هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، وحماية المزورين بالجنسية أمر لاد من محاربته بكل الأشكال حتى نحافظ على الهوية الكويتية، ونحن نعلم علم اليقين أن سحب البساط من يد السلطة في البلاد هدف كان يرسم له منذ فترة طويلة من أجل نشر الفوضى وخلط الهوية الكويتية بالعديد من الهويات المدعية أنهم أبناء للمواطنة الكويتية وأنهم من فئة غير محددي الجنسية، وهنا أؤكد أن هناك عددا من غير محددي الجنسية يستحقون الجنسية الكويتية بشكل أكبر ممن حصل عليها بالتزوير أو بالواسطة وبسبب انعدام الحزم والشدة بالجهات التي تصدر الجنسية، والسؤال هنا: لو أن الجنسية الكويتية - وهي على رأسي من فوق وأفتخر أنني كويتي وفق المادة الأولى بالتأسيس - كانت من دون مميزات مادية وعينية كبيرة هل يقاتلون لكي يحصلوا عليها؟ وهنا نؤكد أن معرفتنا الحصول على الجنسية الكويتية ليس من أجل المواطنة بقدر ما هي للحصول على المكاسب المادية والعينية، لذا الكلمة لنواب مجلس ديسمبر 2016 احذروا غضب أهل الكويت واعلموا أننا تركناكم أنتم ومن قبلكم تلعبون بكل أمورنا الحياتية ولكن إلى حد العبث بالجنسية الكويتية فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، لانها هويتنا ومصدر تعايشنا وأرجو من بعضكم الذين يعملون وفق أجندة خاصة بعيدة كل البعد عن الكويتي وأهل الكويت أن تتركوا الجنسية الكويتية لأهلها ولا تحاولوا العبث فيها حتى لا ترون غضب الكويتيين.
والآن وبعد الرفض الشعبي الكبير للتعديلات المذكورة بقانون الجنسية لذا نقول للبعض الراغب في اللعب بقانون الجنسية وتحويل الكويت لدولة دون هوية موحدة كويتية من أجل حفنة من الأجندات الحزبية التي تسعى للسيطرة على وطننا الحبيب بأي شكل من الأشكال لكون الولاء للحزب دون الوطن نقول لهم: نحن الكويتيين بمختلف مشاربنا كنا حضرا أو بدوا أو سنة وشيعة نؤكد أنه: لا للتعديلات بقانون الجنسية المنظور في لجنة الداخلية والدفاع بمجلس ديسمبر 2016م حيث مرفوض وغير مطلوب منكم الخوض في قانون الجنسية لا من قريب ولا من بعيد ولان الجنسية الكويتية خط أحمر نرفض كائنا من كان أن يقترب منه أو يمسه بشيء، واعلموا أن مجموعة الـ 80 التي قالت: لا لكم هي ضمير الكويت والكويتيين ولسان حالنا الرافض لتخبطاتكم التي تبحثون من خلالها عن أزمات ترهق البلاد والعباد وبالأمس هي مجموعة الـ80 ولكنها اليوم هي مجموعة الكويت كلها، واعلموا أن تحريف الكلام من أجل ضرب أهل الكويت لن ينفعكم لأننا ككويتيين سكتنا كثيرا وجاء الوقت لكي نقف صفا واحدا أمام تلك الأجندات المريضة التي تعشق شق النسيج الوطني وخلخلة الوحدة الوطنية تحت ذريعة أننا عنصريون ولا نرغب بالآخر وهنا أقول إنه لو فعلا كنا كذلك لما رأيت العديد منكم نوابا داخل قاعة عبدالله السالم وقيادات في مواقع مختلفة بالبلاد، وأكرر: نعم لإعطاء الجنسية للمستحق من غير محددي الجنسية صاحب السيرة العطرة والسجل النظيف ولا لمنح الجنسية لكل من هب ودب من أجل أجندات خاصة أو حزبية ولا لمكافأة المزور والمزدوج ولا للمتبجح الذي يقول ما في شيء اسمه دواوين أهل الكويت اعلم أن أهل الكويت ودواوينهم هم من جعلوا أمثالكم يقرؤون ويكتبون ويعرفون الخير والنعمة وأن عز الكويت بعز أهلها وليس للنكرة والمرتزق مكان بيننا ككويتيين، ونحمد الله على أننا كويتيون وأن الكويت جمعتنا على حبها حتى نكون رصاصة في عين كل باغ وحاسد، وأعلم أن الكويت محمية من عند العلي القدير سبحانه، والتاريخ الذي يجهله أمثالكم خير شاهد و«هذي الكويت صل على النبي الكريم»، والحين ما عاد كلام إلا التأكيد: لا لتعديل قانون الجنسية لأن ما بقي لنا ككويتيين إلا الجنسية شاركتمونا بالشارع وبالسكن وبالصحة وبالتعليم وبكل أمورنا الحياتية وما بقي لنا شيء إلا الجنسية، واليوم ترغبون في مسخ ومسح هويتنا التي هي جنسيتنا وكينونتنا ولذا ندعو المتطاولين على جنسيتنا إلى ان يبحثوا عن تعديل وتصحيح للتركيبة السكانية فأفضل لكم وأنفع للكويت والكويتيين ان تتركوا وصفنا بالعنصريين لاننا عنصريون للكويت وللكويتيين.
والحين أقول رب احم الكويت وأميرها وشعبها من كيد الأشرار وحسد الحاسدين، ولا يصح إلا الصحيح.
يقول المثل الكويتي القديم «قال من أمرك؟ قال من نهاني؟» هذه هي حال من يطمع في اللعب من خلال تعديل قانون الجنسية، الجواب اركد يا مواطن وشوف رفض أهل الكويت لهذا اللعب.
تعليقات