محمد السداني يطالب بتفعيل خدمات البريد بين مؤسسات الدولة لتفادى الازدحام المروري

زاوية الكتاب

كتب 524 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- أبطال من ورق!

محمد السداني

 

عزيزي القارئ: هذا النص لا ينطبق على أي دولة في مخيلتك... هو مجرد تخيل لدولة قوية كانت وما زالت تسيطر على أمورها بكل احتراف وتميز، وأنا غير مسؤول عن أي تشابه بين حلمي وبين أي دولة في الواقع.

إن المتابع للشأن السياسي - لدولة ما - سيعلم جيداً ما هي مكونات المشهد السياسي ومن الأقطاب التي ترسم السياسة العامة وتحركاتها، وكثيرا ما تتردد مقولة أنَّ الحكومة غير قادرة على كذا وكذا وكذا وهذا - والله أعلم - غير صحيح؛ لأنَّ كل المعطيات تشير إلى قدرتها ومواردها وأدواتها التي من شأنها أن تصنع المعجزات. فالمسألة ليست مسألة قدرة من عدمها ولكنَّها مسألة رغبة وعدم رغبة! لذلك أنا أؤمن بأننا نتعامل مع كيان ذكي، سواء أطلقت عليه حكومة أو منظومة إدارة دولة.

ولكنَّ المستغرب من الكيان الذكي الذي استطاع وعلى مدار عقود عدة أنَّ يسير النظام السياسي وفقا لأهوائه ورغباته ومتطلباته، أنْ يقع في فخ عظيم لا يقع فيه عادة إلا الهواة من السياسيين وحديثي العهد بالسياسة. فالسلطة على مر تعاطيها مع المشهد السياسي صنعت أبطالا من ورق، أبطالا كانوا يوماً من الأيام في حاضنتها وفي حضنها، حتى اختلفت المصالح وتقاطعت بينهم وبين السلطة، إما لمنع أو لمجد، وهذا ما جعل الشارع ينجرف نحو الخطاب العاطفي الذي تصدر منابر التجمعات الاجتماعية والسياسية في المحافل كافة، فصنع من أبناء السلطة السابقين أبطالاً يشار إليهم على أنهم سيخلصون الدولة من الفساد والمحسوبية والواسطة، وكأنهم لم يشاركوا فيها بل كانوا إحدى أدوات السلطة في توزيع هباتها على من ترضى عنهم وتمنعها على من تسخط عنهم.

فبعد القضاء على كل القلاقل السياسية، تبقت للحكومة شوكة واحدة وهي أبطالها القدامى ومحاربوها السابقون، فهي الآن أمام اختبار عظيم، إما أن تنجح في ردع تحرك جديد في الشارع يقلق مخططها الذي تسعى لتنفيذه، أو يظهر لها أبطالها الورقيون الذين صنعتهم بيدها وتحت عينها، ويصبحوا أمثلة يحتذى بهم في التضحية وحب الوطن ويفشل مخططها. وأعتقد أنَّ من سيضحك أخيرا هي السلطة كعادتها في كل معركة، والخاسر الأكبر هو الشعب أو من يعاند السلطة في كل ما تسعى لتحقيقه.

خارج النص:

أتمنى من المسؤولين عن خدمات البريد في دولة الكويت، أن يفعلوا دوره بين مؤسسات الدولة لنتفادى الازدحام المروري، ونفسيات الموظفين الذين يشعرونك بأنك تستجدي منهم شيئا من مالهم الخاص، ونحصل على معاملاتنا من دون الذهاب إلى مقار الحكومة، فهذا الأمر شاهدته في الإمارات وكان أمرا مفيدا إلى أبعد الحدود.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك