الدعيج ضد إشهار الأحزاب في الظروف الحالية ترفعا بالديمقراطية
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2007, 10:43 ص 459 مشاهدات 0
الديموقراطية للديموقراطيين
31/07/2007 بقلم: عبداللطيف الدعيج
بعض المتحمسين لإشهار الاحزاب بدا يخلط الامور ويقلب بسبب جهله وبدائيته
الحقائق. حيث اعتبر البعض ان معارضة انشاء الاحزاب جريمة وتخلف، ليس من
المفروض في الديموقراطيين او اللبراليين ارتكابها. عند هذا البعض القضية
اوتوماتيكية، جبرية هي وحسابية، فطالما ان الاحزاب مؤسسات ديموقراطية متقدمة
فان معارضة انشائها تخلف.. هكذا!
نسي هؤلاء ان المؤيدين والمتحمسين لانشاء الاحزاب هم حزب الامة في البداية ثم
حركة الاخوان المسلمين الذين اقتفوا اثرهم. على القياس نفسه الذي استخدمه
الاخوة المتحمسون في امكاننا القول انه طالما ان حزب الامة وحركة الاخوان،
وهم المعادون للحريات وهم المعنيون بفرض وجهة نظرهم وعقائدهم على الغير،
طالما ان هؤلاء مع الاحزاب فلابد ان تكون هذه الاحزاب شرا يجب تجنبه. بل في
الواقع ان موقف الجماعات الدينية من انشاء الاحزاب يثير الريبة، ومن المفروض
ان يدعو الى التأمل والى مراجعة المواقف الاساسية.
اننا نرفض انشاء الاحزاب في الظروف الحالية ترفقا بالفكرة وترفعا بهذه
المؤسسات المدنية عن الممارسة المتخلفة للمنظمات الطائفية والدينية
الحالية.سيطرح بعض السذج بالطبع بأن هذه الجماعات تؤمن بالديموقراطية،
وبالتعددية وتداول السلطة كما اعلنت ولا تزال تعلن. اولا ان حزب الامة، على
سبيل المثال، الذي اعلن ايمانه بالتعددية وتداول السلطة وكان اول ناشط سياسي
يطالب بشعبية الوزارة في انتخابات 1996، اعلن بعد ذلك بسنوات ان ممارسة العمل
السياسي ستكون مقصورة على المؤمنين بتطبيق الشريعة الاسلامية وان اللبراليين
سيحرمون من ممارسة العمل السياسي لمعارضتهم المادة الثانية من الدستور! حركة
الاخوان او 'حدس' ليست بحاجة الى تعريف فهي التي كانت خلف قانون عدم تجنيس
غير المسلمين وهي المناهضة لإقرار الحقوق السياسية للمرأة وهي التي عارضت
عملها مؤخرا. ممارسة التمييز العام والخاص والتدخل بالحريات الشخصية
للمواطنين هو ديدن الجماعات وهدفها، التي تطالب بإشهار الاحزاب اليوم.
طبيعي ايضا ان يطرح مؤيدو انشاء الاحزاب انهم سيشترطون على هذه الجماعات
الايمان بالديموقراطية واحترام المبادئ الاساسية لها. وما هي المشكلة..؟!
فهذه الجماعات ولمدة ربع قرن واكثر الان لا تزال تقسم على احترام الدستور ولا
تزال ترفع رايات الدفاع عنه.. ولا تزال ايضا تنتهكه، تحقره وتستخف بمعظم
مواده.
الديموقراطية للديموقراطيين، والجماعات الدينية مطالبة باثبات ايمانها
بالديموقراطية عملا ودعوة ودفاعا عن المبادئ والنظم الديموقراطية.. بعدها من
الممكن دعوتها للاسهام في العمل الديموقراطي الانساني.
القبس
تعليقات