يجب ألا نعالج الخلل في التركيبة السكانية بان نضغط على الوافدين بقوانين أو قرارات متخبطة.. برأي محمد الجلاهمة
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2017, 11:54 م 421 مشاهدات 0
الانباء
وجهة نظر- «الوافد الحلقة الأضعف»
محمد الجلاهمة
لأكثر من أسبوعين اضطر مئات الوافدين الى إلغاء سفرهم وتحمل كلفة تذاكر سفر لسبب لا ذنب لهم به، تلقيت العديد من الشكاوى بهذا الخصوص والمسؤولية تحتم عليّ التطرق الى القضية لان الأمر يرتبط بضرر وقع على شريحة تعيش بيننا.
الوافدون الذين اضطروا - ومنهم اطفال- إلى إلغاء سفرهم كان بسبب اختلاف بيانات جوازات سفرهم مع تلك الموجودة في حاسوب الداخلية أو البيانات المسجلة في «استيكر» الإقامة.
والسؤال هو أي منطق يلزم الوافد بتحمل تبعات خطأ لا دخل فيه؟
نعم «الداخلية» صححت الوضع بإعادة النظر في القرار وسمحت بسفر الوافدين مع تعهد بتعديل البيانات بعد العودة مباشرة.
ولكن يجب ان تكون القرارات التي تصدر سواء كانت متعلقة بالمواطنين أو الوافدين مدروسة وليست عشوائية وإلا ما الفائدة من المستشارين؟! فلا يجوز ان نتعامل مع الوافدين باعتبارهم الحلقة الأضعف، قد يكون العودة عن القرار بتعليمات من الوزير الشيخ خالد الجراح أو الفريق محمود الدوسري أو اللواء عبدالله الهاجري أو مدير عام مطار الكويت اللواء وليد الصالح بعد ان شاهدوا اعدادا كبيرة يلغون سفرهم، لكن السؤال الأهم من يعوض وافدا خسر نحو ٣٠٠ دينار نظير إلغاء تذاكر سفره هو وأسرته؟ وماذا لو تقدم أي وافد إلى القضاء الكويتي العادل ورفع قضية؟ أظن ان القضاء سيحكم له لأنه لا ذنب له فيه.
هل هذا جزاء الوافدين وهم الشريحة الكبرى والمشغلة لمرافق الدولة؟ أؤيد منع أي وافد تلاعب في جواز سفره بل يتحتم إحالته إلى النيابة، ولكن ان نخلط الحابل بالنابل فهذا لا يجوز ومن غير الممكن السكوت عنه حتى وان كانت قرارات لا تمس المواطن.
يجب ألا نعالج الخلل في التركيبة السكانية بان نضغط على الوافدين بقوانين أو قرارات متخبطة، من الحكمة على أي مسؤول وحينما يفكر في اتخاذ قرارات ان يدرسها من كل جوانبها وان يستشير ولا خاب من استشار، أيضا يجب أن يضع في الحسبان ان الكويت كانت وستظل محبة لعمل الخير وأميرنا ـ حفظه الله ورعاه ـ هو أمير الإنسانية، وبالتالي فإن القرارات الارتجالية غير مفيدة ولها آثار سلبية على مكانة الكويت كدولة تحترم حقوق الإنسان ولا يجوز الضغط على الوافدين فأغلبهم أوفياء ومفيدون للبلد أما المشاغب منهم فلنعاقبه على فعله ولا يصح ان نظلم الجميع.
تعليقات