ماضي الخميس: على رئيس الوزراء محاسبة وزرائه ووقف تجاوزاتهم

زاوية الكتاب

كتب 495 مشاهدات 0


مفاجآت سمو الرئيس بالتأكيد فان التقرير الذي نشره الزميل عامر الحنتولي في جريدة «ايلاف» الالكترونية كان محقوناً ببعض التخيلات خصوصا في ما يتعلق بأن سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء بدأ يختلي بنفسه ساعات طوال يقضيها، وهو يفكر في شكل وتركيبة حكومته خلال المرحلة المقبلة بعد نحو خمسة أشهر على تأليفه لوزارته الثالثة في غضون عام ونصف العام، وقد فات الزميل الحنتولي ان سمو الرئيس الذي قضى 24 يوما في مشاورات مكوكية لتشكيل حكومته الثالثة، والتي شاور فيها طوب الأرض (مثلما يقول المصريون) لن يحتاج الى ساعات طوال للتفكير، ولن يلجأ إلى مبدأ الخلوة ليكتشف الخلل الحقيقي في حكومته الثالثة، التي تعثرت في أول اختبار حقيقي على أثر استجواب وزير النفط السابق الشيخ علي الجراح (نائب وزير شؤون الديوان الأميري حاليا!). في تقرير «ايلاف» ايضا ورد ان سمو الرئيس يجهز مفاجآت في التعديلات التي سيدخلها على حكومته الثالثة، والتي يوجد أصلا بها مقعدان شاغران بخروج الجراح والمعوشرجي، ومن المرجح ان يطول التدوير والتعديل بعض الوزراء الحاليين. والواقع ان هذه المفاجآت باتت تقلقني كثيرا خشية العودة الى الدائرة المغلقة ذاتها التي لم ولن نخرج منها، والتي اوصلتنا الى ما نحن عليه من تخبط وأزمات. اذا كان سمو الرئيس يتجه فعلا لاحداث خلخلة في الحكومة فيجب أولا أن يحاسب الوزراء على أدائهم، وان يشدد على وقف تجاوزاتهم، وان يحرك الراكد في أدائهم. ان إعادة صياغة وضع الحكومة الكويتية ليس بحاجة الى ساعات يختليها سمو الرئيس بنفسه، لكنها بحاجة إلى قرارات شجاعة بابعاد العناصر المتساهلة التي لا تستطيع ان تواكب طموحات وتطلعات سمو الرئيس بنفض ركام الروتين والتسيب والاحباط، وبث روح من الانتعاش والأمل والتفاؤل والعمل والحماس، كي يتحقق الهدف المنشود. يعلم بالتأكيد سمو الرئيس ان هناك وزراء في حكومته الحالية لا يستحقون البقاء يوما في مناصبهم، وانهم عبء على استقرار وزارته التي يطمح ان تحقق رقمها القياسي بتجاوز عام من الاستقرار، ولكنه بالتأكيد لن يستطيع ان يحقق ذلك في ظل وجود وزراء ضعفاء غير قادرين على اتخاذ القرارات، ولا يملكون القدرة على وضع الخطط والاستراتيجيات وبالتالي تنفيذها... هؤلاء أعباء يجب التخلي عنهم. بقي ان اقول، وما سأقوله بالتأكيد يعلمه سمو الرئيس علم اليقين، ان الخلل الرئيسي ليس بالوزراء فحسب، ولكنها العلاقة غير الواضحة المعالم والحدود مع مجلس الأمة، الذي حتى ولو جئنا بوزراء من المريخ سيستجوبهم، ويعطل بهم مسيرة الحكومة، والبلد، ويؤخرنا عشرات الأعوام ليسبقنا من سبقنا فيقول: الكويت سابقا ودبي حاضرا وقطر مستقبلا... هنيئا لكم... ودمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك