عبدالحسين السلطان مشيدا بحزب الله، يدعو العرب إلى استثمار انتصاره

زاوية الكتاب

كتب 463 مشاهدات 0


آن الأوان لاستثمار انتصارات يوليو 2006؟ في مثل هذه الأيام من عام 2006 كانت الحرب العربية - الصهيونية السادسة مندلعة بين الكيان الصهيوني بكل جبروته وقوته العسكرية التي هزمت العرب في خمس حروب خسر العرب كلها تقريباً عدا حرب 1973 والتي حقق العرب فيها انتصارا جزئياً والمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان بقيادة «حزب الله» ذات الامكانات المحدودة مقارنة بترسانة العدو الصهيوني. كيف يمكننا ان نقرأ نتائج هذه الحرب غير المتكافئة على الكيان الصهيوني بعد مرور عام على العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان؟ الخطوط العريضة لهذه الحرب يمكن تلخيصها في الآتي: استقالة وزير الدفاع الصهيوني، ورئيس أركان جيش الدفاع، وصدور تقرير فينوغراد الذي هز كيان حكومة العدو وأوشكت حكومة أولمرت على السقوط. وما زالت الساحة الصهيونية السياسية والعسكرية تعاني من تداعيات حرب يوليو 2006 وتبحث عن جواب واف ومقنع لجيش الدفاع الصهيوني لتبرير سبب هزيمة الكيان الصهيوني والسعي الى تسويق ذلك على الشعب الصهيوني لرد الاعتبار لجيش الدفاع الاسرائيلي الذي يمثل القوة الرادعة للتفوق الصهيوني على العرب، والخيار الأول في بقاء الكيان الصهيوني على الوجود. في ظل هذا الارباك الصهيوني في الأراضي المحتلة والعجز الأميركي من أي مبادرة لاعادة الاعتبار للكيان الصهيوني. تقف الدول العربية حائرة ومذهولة! الحكومات العربية غير قادرة ان تدافع عن انجازات المقاومة اللبنانية لأنها سوف تصعد من ميزان «حزب الله»، الأمر الذي سوف يغضب الراعي الأميركي للعملية السلمية، وتكشف عورة الأنظمة العربية التي انهزمت خمس مرات أمام العدو الصهيوني مع كل ما تمتلك من ترسانة الأسلحة التي لم تقاوم أمام العدو الصهيوني. ما حققته المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان صيف 2006 من صد للعدوان الاسرائيلي تمثل نقطة تحول في مسار الصراع العربي - الاسرائيلي، وتشكل ورقة غالية جداً في مباحثات التسوية التي تسعى الحكومات العربية الدخول فيها مع العدو الصهيوني، خصوصاً تلك المبادرة الأخيرة التي طرحها الرئيس الأميركي بوش تجاه الشرق الأوسط، وعزمه على تشكيل مؤتمر دولي للسلام في الخريف المقبل. إن الدخول في مؤتمر دولي للسلام مع عدو شرس مثل الكيان الصهيوني والمعروف عنه تاريخياً بالخيانة والمراوغة والخداع، والمدعوم اليوم من أكبر قوة مهيمنة على الكرة الأرضية بحاجة إلى أن تمتلك الدول العربية ادوات قوية للتفاوض وسلاحا قادرا ان يفرض شروطه في التفاوض لانتزاع أكبر قدر من المكاسب من الطرف الآخر، والا سيكون العرب في موقع الضعف والتنازل والخضوع للشروط الأميركية والدولة اليهودية، كما كانت في المؤتمرات السابقة. ما هي أدوات التفاوض التي تمتلكها الدول العربية لكي تدخل بها في مؤتمر بوش؟ الوضع العربي يئن من أزمات لا حصر لها، الحكومات العربية تفتقد للتأييد الشعبي لها، وهي اليوم في أسوأ ظروفها السياسية. ومما يزيد الجرح ألماً أن الحكومات العربية التي كانت تمتلك ورقة المقاطعة العربية قد ألغتها بثمن بخس والتي كانت تمثل نقطة تفاوضية جيدة، كما فقدت الحكومات العربية عنصرا آخر للمفاوضات عندما جاهدت بكل قواها الديبلوماسية من أجل وقف الانتفاضة الفلسطينية واليوم تقف هذه الحكومات عاجزة أمام المخاطر التي تواجه الأمة في فلسطين ولبنان والعراق. فبأي سلاح تفاوضي يريد العرب دخول حلبة مؤتمر السلام المقترح من الرئيس بوش؟ إن الورقة الوحيدة التي يمتلكها العرب اليوم هي انتصارات المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان. وليس أمام العرب اليوم سوى استثمار هذه الورقة الثمينة التي استطاعت أن ترغم الكيان الصهيوني على التراجع وقبول الهدنة على الأراضي اللبنانية في أغسطس 2006 هي الرهان القادر على مساومة العدو. ويمكن استثمار هذا الانجاز التاريخي من خلال التنسيق مع قيادات المقاومة لتسويق هذه الانتصارات لما فيه مصلحة العرب والشعب الفلسطيني. وقد أكد على ذلك السيد حسن نصرالله في أكثر من مناسبة بأن هذه الانتصارات ليست لحزب أو تيار إنما لكل الشعب اللبناني والعرب والمسلمين. فهل يمكن لحكومات الدول العربية الراغبة في الدخول في مؤتمر الرئيس بوش ان تتعالى على جراحاتها وتتواضع للمكاسب الشعبية التي حققتها على الأرض من أجل موقف مشرف واحد قادر أن يفرض على الاسرائيليين شروطاً تخدم القضية الفلسطينية وتعيد هامشا من الاعتبار للعرب؟
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك