أحمد الذايدي يكتب أن ذكرى الغزومرت مرور الكرام وينهى العليم عن الالتفات للمزايدات النيابية الرخيصة
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2007, 11:37 ص 565 مشاهدات 0
اجتهاد / في ذكرى المحنة
تمر علينا الذكرى السابعة عشرة لمحنة العدوان على أرضنا الحبيبة مرور الكرام ومن
دون أن يكون لها أي أثر يذكر اللهم إلا ترديد بعض الكلمات التقليدية العابرة ونشر
صور أرشيفية مكررة عن بعض الأحداث التي مرت بها الكويت أثناء المحنة وبعد التحرير.
لكنني وأنا أرقب ما يكتب وما يذاع عن هذه المناسبة التاريخية لم يلفت انتباهي عمل
ذو جدوى يمكن ربطه بهذه المناسبة الاستثنائية، إذ لم ألحظ عقد ندوات حوارية تناقش
بعمق الدروس المستفادة من ذلك الخطب الجلل على مستقبل بلادنا لا سيما جيل ما بعد
الحرب الذي ما برح يسمع الكثيرين عما حلّ بآبائهم إبّان تلك الفترة القاسية من
تاريخ بلادنا.
ولم أقرأ عن دراسة علمية جديدة تقارن ما هو عليه الحال في كويت اليوم بما كان عليه
قبل 2 أغسطس 1990. ولم تقع عيني على كتاب يكشف أسراراً جديدة أو يفصل الواقع الذي
كان يعيشه المجتمع الكويتي من استقطاب سياسي حاد قبيل الغزو بأشهر قليلة ومدى
التأثير المحتمل لذلك الانقسام على تشجيع الطاغية الفاني صدام حسين لارتكاب جريمته.
وهل كان لغياب مجلس الأمة دور يذكر على القرار السياسي الذي انفردت به السلطة
التنفيذية في التعاطي مع تلك الأزمة بحيث أصبحت تتحمل وزر تلك المرحلة التاريخية
منفردة؟
كما يؤسفني غياب الدراسات الصحية والنفسية والتربوية على جيل ما بعد الغزو لنتعرف
على طبيعة المشاكل التي يعيشها هذا الجيل وما إذا كانت لها صلة بالاحتلال أو حرب
التحرير. ويؤسفني أيضاً غياب الدراسات الاجتماعية التي ترصد سلوك المجتمع ككل
لمعرفة ما إذا طرأ على عادات المجتمع الكويتي أمور جديدة لها صلة بذلك الحدث الرهيب
الذي هزنا جميعاً من الأعماق، وما إذا كانت تلك العادات المكتسبة (إذا ثبت أنها
موجودة) إيجابية أم سلبية، وكيف يمكن معالجتها إذا كانت الأخيرة.
أما على الصعيد الإعلامي (الذي لا أبرئ نفسي من التقصير فيه) فإنني لم أشاهد
إنتاجاً ذا مغزى يوثق لتلك المرحلة الخطيرة من تاريخ بلادنا، إذا استثنينا ما تم
التقاطه من صور من بعض المواطنين أثناء وبعد الغزو بشكل اجتهادي. لكن إذا ما قارنّا
المشاكل التي تمر بها بلادنا اليوم وتلك التي كنا نعيشها قبل الثاني من أغسطس،
فإنني ومن دون الحاجة إلى دراسة علمية أكاد أجزم بأن معظمها بقي على حاله أو تطور
إلى الأسوأ، وأذكر أبرزها على سبيل المثال لا الحصر: مشكلة البدون والإسكان والصحة
والتركيبة السكانية والتخبط الإداري والاستقطاب السياسي الحاد بين الحكومة
والمعارضة.
وإذا ما قارنا حال الكويت بعد خروجها من محنة الاحتلال بنظيرتها في ألمانيا التي تم
تدميرها تماماً أو اليابان التي ضربت بالقنابل الذرية وكيف استفادت هاتان الدولتان
من هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية، فإننا قطعاً وبلا أدنى شك سنخجل من أنفسنا.
بالبريد المستعجل
1 - إلى أسرة فقيد الأمة الشيخ الفاضل سيد نوح: أسأل الله تعالى لفقيدكم وفقيد
الأمة الإسلامية العالم الجليل سيد نوح الرحمة الواسعة والفردوس الأعلى من الجنة.
كما أسأله أن يمن عليكم بالصبر والسلوان، وأن يبارك في ذريته ويجعلهم خير خلف لخير
سلف.
2 - إلى وزير الكهرباء والماء محمد العليم
قراركم الشجاع في استبعاد الجزء الأكبر من مشروع طوارئ 2008 بعد أن ثبت عدم جدواه
يستحق الإشادة والدعم. ولا تلتفت إلى بعض المزايدات النيابية الرخيصة، فالجميع
يقدرون ما تقومون به من جهود كبيرة لاحتواء أكبر أزمة كهرباء تمر بها البلاد، والكل
يشهد لكم بالكفاءة ونظافة اليد، «واحنا بعد ويّاهم».
الراي
تعليقات