عزيزة المفرج: ضابط يكسر القانون لعضو وصديقته
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2007, 11:21 ص 574 مشاهدات 0
جميل وقبيح
جميل جدا منظر أبنائنا من الضباط الخريجين ببدلهم العسكرية المهيبة وهم يحضنون
المصحف الصغير بين أكفهم حالفين عليه أمامنا بأن يحافظوا على أمننا جميعا أميرا
ووطنا ومواطنين، وبأن يحترموا قوانين الدولة» قبيح جدا أن تمر الأيام، وتدور
الدنيا، ونجد من بينهم من لا يلتزم بذلك القسم العلني الذي سمعناه بآذاننا في يوم
ما. لهذا السبب انقهرت نسيبتنا أم سعد، وتحسّفت على الكلية العسكرية، والتدريب
المضني، والأموال المنفقة، والنشيد الحماسي، والبدلة العسكرية المهيبة، والقسم
الغليظ، حين خاضت بنفسها تجربة جعلتها تعبر عن مشاعرها تلك أمام ذلك الجمع العسكري
بقولها ' ياحسافة '. روت أم سعد الحكاية وها أنا أنقلها عنها وأكتبها رغم قدمها
لسبب واحد» لأنها ما زالت للأسف الشديد، مستمرة الحدوث بأشكال مختلفة.
أجّرت أم سعد رخصة صالونها على إحدى الوافدات بطريقة الضمان، كعادة كثير من
الكويتيين والكويتيات من المحبّين للرزق السهل، واكتفت بمدخول شهري متفق عليه
بينهما. طلبت الضامنة منها عمل فيزا لعاملة فلبينية جديدة، فذهبت أم سعد لوزارة
الشؤون، واستخرجت ورقة أعطتها للأخت الوافدة كي تستكمل إخراج الفيزا الشيء الذي لم
تفعله تلك، إنما أرسلت الورقة كما هي للفلبين لتأتي العاملة بها ويتم احتجازها لدى
أمن المطار. يتم الاتصال بأم سعد فتحضر للمطار لتجد العاملة ممنوع إدخالها إلى
البلد لأنها لم تحضر بفيزا قانونية. تخبرهم أم سعد بأنها طلبت من الضامنة للصالون
بأن تقوم باستكمال الأوراق قبل إحضار العاملة الشيء الذي لم تفعله تلك، وتساءلت عن
إمكانية أخذ الفلبينية واستكمال الأوراق الرسمية في الغد. جاءها استنكار عاصف،
وشديد، ونهائي من السادة الضباط الجالسين في المكتب بمختلف رتبهم، وتحدثت التيجان
والنجوم عن منع ذلك منعا باتا وقاطعا، وأن العاملة يجب أن تعود إلى بلادها حالا،
وعلى أول طيارة. أم سعد لديها احترام للقوانين، ولذلك كلمت الضامنة من المطار كي
تحجز تذكرة عودة لعاملتها، وعادت لمنزلها. لم تكد تصل إلى البيت حتى يجيئها تلفون
يطلب منها العودة لاصطحاب الفلبينية. تندهش أم سعد لهذا التغيير وتعود للمطار حالا.
يدخل بعد قليل أحد الأعضاء وبشته على ذراعه فتهب جماعة الضباط لتحيته، ويشتغل تقبيل
الأنوف، وتبادل الابتسامات، لتزول الموانع، وتتطاير قوانين الدولة، ويضع الضباط
كلامهم الذي قالوه قبل قليل تحت البساطير. تندهش أم سعد من تحول الموقف الذي حصل
بعد أن أرسلت الوافدة صديقها العضو لتجاوز قوانين وضعتها بلاده لحفظ الأمن والنظام
فيها، وكعادة أهل الديرة (لما تقرقش كلمة في الصدر) ولا يرتاح صاحبها حتى يعبر
عنها، عادت أم سعد لشلة الضباط وقالت لهم : مااقول إلا ياحسافة على هالتيجان
والنجوم أن يغير موقفها وافدة وصديقها
الوطن
تعليقات