صلاح العتيقي يكتب.. لقيتها ليتني ما كنت ألقاها

زاوية الكتاب

كتب 496 مشاهدات 0

صلاح العتيقي

القبس

لقيتها ليتني ما كنت ألقاها

د. صلاح العتيقي

 

الإسلام يوصي بالاعتدال بالملبس والمظهر العام، ويكره أن تختال المرأة بلباسها وزينتها؛ إذ إنه من الحماقة أن تجعل ملابسها معرضاً للأزياء أو مجالا لنظرات الإعجاب، تظن الكثيرات أن المغالاة في اللباس تستر بعض عيوبهن.

إن نظرة واحدة لما تحويه «دواليب» البيوت من كم هائل من الملابس التي لا تستعمل، يدل على مدى الإسراف والمغالاة في المظهر. إن التي تشتري فستانا بمئات الدنانير.. لدليل على ما يعنيه المنظر الخارجي للكثيرات. في الواقع أن معظم الرجال يحبون المرأة التي تحرص على البساطة في لباسها، ولا بأس أن يتميّز بالذوق الرفيع.

عذراً أيها القارئ! لقد استعرت عنوان هذا المقال من الشطر الأول لقصيدة الشاعر معروف الرصافي، بعد أن رأيتها للمرة الثانية، كانت بسيطة في زينتها، أنيقة في مظهرها، لها ملامح جذّابة ترى جمالها في عيون الآخرين. وبمرور الزمن لم تقتنع بالمتغيّرات التي تطرأ على الإنسان، بل أرادت أن توقف عجلة الزمن. حين رأيتها بعد عدة سنوات لم أصدق عيني، فقد غطت وجهها بكمية من الأصباغ، الأسود للجفون، والأحمر الفاتح للخدود، والأحمر القاني للشفاه، والأصفر للشعر، امرأة في الخامسة والخمسين من العمر تريد أن تظهر بعمر العشرين. إن ما تفعله لا يعدو كونه ديكورا يخفي خلفه ما أفسده الدهر.

حين سئل برنارد شو عن أحب النساء إلى قلبه قال: «تلك التي تبدو على طبيعتها، التي إذا نظرت إليها، استطعت أن أحسب سنين حياتها من دون عناء، وأكره المرأة المتصابية التي تنافس ابنتها في زينتها وملبسها».

يقول البعض إن من يخفي شكله عن الناس، يعتبر في الحقيقة مخادعا لا يُؤْمَن جانبه، قد يفهم البعض أنني أرفض زينة المرأة، لا والله، ولكن البساطة في اللباس والمكياج تعبّر عن أصالة وثقة في النفس، لأن لكل عمر جماله، فللشباب جماله، وللخريف جماله، تزيده الخبرة والعقل بهاء، والنَّاس ممكن أن يعيشوا سعداء من دون المبالغة في لبس الحرير، والصرف على ثياب بالية.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك