لو كل الحكام فتحوا النوافذ والابواب للحرية وادخلوا الشمس والهواء النقي الى شعوبهم لما كان مصيرهم «مزبلة التاريخ».. برأي صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 549 مشاهدات 0

صلاح العتيقي

القبس

لكنهم لا يقرأون التاريخ

د. صلاح العتيقي

 

كثيرة هي عبر التاريخ، ولكن من يقرأ أو يتعظ؟ لو ان صدام حسين أعطى شعبه مزيدا من الديموقراطية والعدالة وتخلّى عن الاستبداد والطغيان لما وصل العراق لما وصل اليه من تدمير، لو ان بشار الأسد استجاب للشعب الذي خرج بتظاهرات سلمية لتحسين وضعه الإنساني لما تدمرت سوريا ولما اصبح مصيرها بيد الدول الاخرى، لو ان القذافي نظر الى الشعب نظرة إنسانية أو بادله الاحترام ولَم يردد قولته المشهورة: من أنتم؟ وتشبيهه لهم بالفئران المذعورة دليل احتقارهم، لما كان مصيره ومصير بلاده الى التدمير، لو ان علي صالح اعترف بالشرعية وساعدها من البداية لما كان مصيره كمصير القذافي ولما اصبح اليمن في حالة يرثى لها. من ينظر الى الأفلام المصرية القديمة وهي تمثّل حال الشعب قبل الثورة (أيّام الملكية) لرأى مقدار الرقي والنظافة والرخاء والنظام التي كان يعيشها الشعب المصري في ذلك الوقت.

لو كل هؤلاء الرؤساء والحكام الثوريين فتحوا النوافذ والابواب للحرية وادخلوا الشمس والهواء النقي الى شعوبهم لما كان مصيرهم «مزبلة التاريخ»، دول كثيرة في آسيا وافريقيا وحتى في أوروبا سقطت وانهارت، لان من حكمها كان يعتقد ان السلاسل والأغلال تطيل عمر حكمه، عيب هؤلاء انهم لا يقرأون التاريخ ويعتقدون ان تقريب المصفقين و«الهتيفة» وحملة المباخر والإمعات والتافهين يحصنهم من الانقلاب عليهم، وان إبعاد الأقوياء والمخلصين والنزهاء يطيل عمر حكمهم ولو فكر هؤلاء قليلا لوجدوا العكس، فالضعفاء والأقزام والمهللون ومن في حكمهم لا يمكن ان يكونوا مخلصين ولا يمكنهم التصدي للتحولات الديموقراطية.

زبدة الكلام ان عصور الاستبداد والطغيان هي عصور الانحطاط بجميع مستوياته. فهل من مدكر؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك