كيف ينظر المتهمون بالإرهاب إلى النظام العالمي أو الدولي؟.. يتسائل محمد العوضي

زاوية الكتاب

كتب 920 مشاهدات 0

محمد العوضي

الراي

خواطر قلم- الخارجية الكويتية... والإرهاب المحلي!

محمد العوضي

 

عقدت وزارة الخارجية الكويتية ورشة عمل في تاريخ 5 ديسمبر2017 تحت عنوان:

«دور المجتمع الدولي بتأهيل الإرهابيين العائدين من مناطق النزاع» وسبل إعادة تأهيلهم وإدماجهم مع المجتمع المدني، طبعاً مع الاحتفاظ بمحاكمتهم.

وكانت ندوتي التي ألقيتها بعنوان:

(إعادة التأهيل... من المدخل القِيَمي)

 «التجربة الكويتية نموذجا»

وقلت إنني سأتخذ من نجاح التجربة الكويتية مدخلاً ونموجاً وألخصها بهذه العناصر:

1- غالب ما حصل في الكويت من أعمال عنف وإرهاب يغلب عليها السبب الخارجي. وما حصل من أحداث في البلد ممارسات كانت نادرة ومن أفراد حوكموا وعولجوا.

2- أصناف العائدين:

أكثر من ذهبوا لأماكن النزاع كان بدافع المناصرة وعاطفة الإنقاذ والإغاثة أو حتى المواساة.

هذه المناصرة منبثقة من الشعور بتأنيب الضمير والرحمة بالآخرين وكانت الاستجابة للواجب الأخلاقي الديني والإنساني هي الدافع الأكبر.

ودليل ذلك أن الذاهبين لم يقتلوا الأميركان وغيرهم من دول التحالف في بلدهم (الكويت)، وإنما سافروا لمواقع الاقتتال لدعم ومناصرة المقاتلين هناك ولتجنيب بلدهم ويلات التورط بأعمال عنف داخلية.

وما حصل من حادثتين استثنائيتين ضد جنود أميركان في جزيرة فيلكا ومنطقة الدوحة، فقد كانت بتحريض خارجي معلن واستجابة لنداء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة للمؤمنين في الكويت لاستهداف الأميركان انتصاراً للمظلومين والمستضعفين في العراق وأفغانستان، وقد انطلت المناشدة على بعض الشباب المتحمسين من صغار السن فقاموا بالعنف.

ولم تحظ هذه العملية بالقبول حتى من منظري التيار الجهادي وقيادييه الذين سارعوا باستنكاره وإدانته.

3- كيف تعاملت الكويت مع العائدين من مناطق النزاع؟

أو ما سمة تجربة التأهيل الكويتية للعائدين؟

أولاً: الاهتمام:

أ. ابتداءً بسمو أمير البلاد الذي توج اهتمامه بهم في لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما بأن طلب منه أمرين، الأول إطلاق سراح الأسرى الكويتيين من غوانتنامو، والثاني تسوية الأوضاع العالقة مع العراق.

ب. اهتمام الدولة الحثيث بأبنائها المعتقلين حيث أنفقت على المحامين ومتعلقات القضية التي كلفت قرابة 20 مليون دولار.

وكان الوفد الكويتي الذي سافر مراراً للقاء المعتلقين متنوعاً، يضم أمنيين، وشرعي (د.خالد شجاع) وسيكولوجي (د.عادل الزايد).

ج. اهتمام المجتمع المدني في تحركاته الإعلامية وتجمعات سلمية أمام السفارة الأميركية شارك فيها حقوقيون ونواب برلمان ومفكرون، وكنت ممن شارك، وكذلك انبثاق مجموعات عمل خاصة لمتابعة الموضوع والتواصل مع المؤثرين خارج البلد وأصحاب القرار داخله.

ثانياً: الاحترام:

قد يتبادر إلى الذهن وهل الإرهابي يستحق الاحترام؟

نحن لا نشمل من يدخل تحت مسمى الإرهاب أو التطرف برؤية واحدة بسبب تنوعهم، فكثير منهم يجب التحقق من طبيعة انتماءاتهم وأعمارهم والمدة الزمنية التي قضوها وأدوارهم ومنزلتهم في التجمع المنسوب إليه.

ثم إن الاحترام للذات الإنسانية لا للتصورات من أجل تحقيق العدل وهو يأخذ أشكالاً:

أ. الحفاوة والحفلة التي أقيمت رسمياً في تكريم الشخصيات التي ساهمت في إنجاح مهمة إخلاء سبيل المعتقلين، ما عزز قيمتهم لدى الدولة والمجتمع، وما انعكس على رؤيتهم الإيجابية لذواتهم وللمجتمع.

ب. كان من الشروط الأمنية الأميركية لخروج المعتقلين من غوانتنامو إبقائهم ستة أشهر في الحجز في بلدهم (الكويت) لتأهيلهم للاندماج الاجتماعي والتأكد من سلامة توجهاتهم السلوكية والفكرية.

فكان حجزهم في جناح كبير لكل منهم فيه أربع غرف، (غرفة ضيوف)، (غرفة أجهزة رياضية)، (غرفة مكتبة)، (غرفة للنوم والاستراحة).

ج. مبادرات:

(نموذج) الدكتور غانم النجار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت وخبير دولي معتمد لدى العديد من المنظمات الدولية.

من أجل المعتقلين:

سافر من الكويت إلى كندا على حسابه الخاص ثم إلى واشنطن ليصل إلى مكتب تابع للبنتاغون وينتظر أربع ساعات بعد إجراءات أمنية مشددة. كل ذلك من أجل أن يدلي بشهادته لصالح المتهمين المعتقلين بأنهم أبرياء، مع العلم أن الدكتور شخصية لها اتجاهات فكرية مخالفة لأطروحات ما يصفه بالإسلام السياسي.

وهذا يعتبر رافداً مهماً عزز الوعي لدى المتهمين (المعتقلين بتهم الارهاب) بحقيقة مجتمعهم المتسامح والمنتصر له والمرحب به ما سهل وعجل عملية الاندماج السريع في المجتمع وهذه ثمرة التأهيل المميز.

وقد صارحت الحضور المتنوع، والذي شارك فيه مندوب الاتحاد الأوروبي ومندوب عن الأمم المتحدة وغيرهم، فقلت متسائلاً:

نحن نبحث في كيف ينظر النظام العالمي للمتطرفين والإرهابيين؟ ولكن أليس تأهيل مَن وسمناهم بالتطرف أو الإرهاب يقتضي البحث في السؤال المسكوت عنه والمهمل ليكون كالتالي:

كيف ينظر المتهمون بالإرهاب إلى النظام العالمي أو الدولي؟

نذكر الإجابة في المقال التالي بإذن الله.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك