عدنان فرزات يكتب.. ممثلهم رئيس وممثلنا رقاص

زاوية الكتاب

كتب 697 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

ممثلهم رئيس وممثلنا رقاص

عدنان فرزات

 

 

من السهل والمقنع أن يرشح فنان أو إعلامي نفسه للرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، أو يصبح حاكم ولاية، ومن الممكن جداً أن يفوز بالرئاسة، فالرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان كان ممثلاً، وأرنولد شوارزينغر كان حاكماً لولاية كاليفورنيا، والرئيس الحالي دونالد ترامب ظهر في مشهد تمثيلي بسيط في فيلم «وحيد في المنزل»، كما كان مهتماً برياضة المصارعة الحرة.

مناسبة هذا الكلام هو ما يتردد عن عزم الإعلامية والممثلة المسرحية أوبرا وينفري الترشح للانتخابات الرئاسية في أميركا عام 2020، وإن أمد الله في أعمارنا، وظلت أوبرا عازمة على الترشح، فسوف نشهد انتخابات مثيرة فيها «أكشن» أكثر من تلك، التي شهدناها بين هيلاري كلينتون وترامب، خصوصاً أن أوبرا سبق أن أجرت لقاء تلفزيونياً مع ترامب عام 1988 سألته يومها عما إذا كان ينوي الترشح للرئاسة، فأجاب بثقة بأن ذلك ممكن جداً، وأكد ثقته بأنه إن ترشح فسوف يفوز، لأنه لا يعرف الخسارة أبداً. ومزح ترامب مع أوبرا بأنه لو فاز، فسيختارها نائبة للرئيس، ولكنه «كشت» فيها أي «طنشها» عندما أصبح رئيساً، فهل تقدر أوبرا على منافسته فعلاً وتصبح هي الرئيس لا النائب؟

الشعب الأميركي جرب معظم أنواع وفئات الرؤساء باستثناء أنه انتخب امرأة، وكانت هيلاري هي الأقوى لهذا المنصب، ولكن مع ذلك لم تفز، فالأرجح أن أوبرا لن تفوز لأنها أقل خبرة سياسية وحنكة ودراية بالسياسة من هيلاري، التي لم تقف أمام عاصفة ترامب، كما أن الأميركان عندما انتخبوا ترامب، فإنهم على الأغلب كان اختيارهم لمصلحة الحزب الجمهوري بعموميته، وليس فقط لشخص ترامب، لأنهم شعروا بانخفاض مستوى سطوة أميركا على يد «الديموقراطي» أوباما الذي سحب يد أميركا من الأحداث الجسيمة التي حصلت في العالم على عهده، فأظهر روسيا كدولة عظمى متخلياً عن شخصية أميركا، التي كانت تشبه مشية الجمهوري بوش الابن.

كذلك، فإن الأميركان غالباً ما يمنحون رئيسهم فترتين رئاسيتين، وهذا يقلل من فرص أوبرا وينفري في الوصول إلى كرسي الرئاسة. ولكن مع ذلك، فإن طموح أوبرا جدير بالتقدير، فمن طفلة عاشت حياة بائسة إلى حالمة بالرئاسة، هذا يعني أن الغرب يحترم إنسانه، فالممثل عندنا لا ينجح حتى في الانتخابات البرلمانية.

في إحدى المدن العربية، تشاجر ممثل مع جار له، فخرجت والدة الجار تفزع لابنها، وكان أول كلمة قالتها للمثل: «ما باقي علينا غير رقاص يرفع صوته».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك