بعد تكفير الليبراليين وهدر دمهم وجواز قتلهم لأنهم غير مسلمين، البغدادي يكتب أن الليبراليون ملح الدنيا
زاوية الكتابكتب أغسطس 6, 2007, 10:51 ص 542 مشاهدات 0
الليبراليون ملح الدنيا
ومن البحرين, بعد السعودية تنطلق الفتوى الدينية بتكفير الليبرالية
والليبراليين, بل وجواز قتلهم باعتبارهم غير مسلمين. وليس من عجيب ولا غريب
في هذا الأمر, فالإنسان العاجز عن المواجهة الفكرية, مثل الطفل العاجز, لا
يجد أمامه سبيلا للخروج من المأزق سوى الهدم والتخريب وتكسير اللعبة, حتى لا
يترك مجالا للآخر لكي يستمتع باللعبة. وتدل هذه الفتاوى وأمثالها على فشل
الفكر الديني في المواجهة الفكرية مع الليبراليين, علما بأن جميع الحكومات
العربية الخليجية تقف, وبكل مواردها وتأييدها ومؤسساتها مع الجماعات الدينية,
ومع ذلك لم تحصد المجتمعات الخليجية وحكوماتها سوى الهشيم, فلم يبق أمامهم في
ظل هذا العجز سوى التكفير والتحريض على قتل الليبراليين, مع ملاحظة أن
الحكومات الخليجية لا تحرك النيابة العامة ضدهم بتهمة التحريض على القتل, بما
يدل على تواطؤ هذه الحكومات مع الجماعات الدينية.
الجماعات الدينية بكل ما تملكه من موارد مالية ضخمة, تمكنت من خلالها تحويل
شعوب عربية كاملة إلى مجموعات من المتسولين من خلال اللجان غير القانونية,
وبرغم كل النفوذ الذي تستحوذ عليه في المؤسسات العامة والخاصة, وبرغم خشية
معظم المسؤولين من نفوذ هذه الجماعات, برغم هذا كله, عجزت عن مواجهة
الليبرالية, ولولا قانون المطبوعات والنشر الاستبدادي الذي يخدم هذه
الجماعات, لتم تمزيق الفكر الديني شر ممزق على يد الفكر الليبرالي. وانظروا
إلى المنتمين إلى الجماعات الدينية حين يصيبهم المرض, تراهم يتراكضون في
المستشفيات الليبرالية, وحين يحل الصيف, تراهم يتسابقون للسفر إلى لندن وكان
وسويسرا, وكل البلاد الليبرالية, هل سمعتم عن السياحة الإسلامية ? لا أحد
يذكرها حين يحل الصيف ولهيبه . ولولا الليبرالية لما طال معدل عمر الإنسان,
ولولا الليبرالية لما حصل الإنسان على حرياته الفكرية والمدنية, بل وحتى
كرامته الشخصية, ولولا الليبرالية, لما تقدمت العلوم الإنسانية والعلمية,
ولولا الليبرالية لما تمكن الإنسان من التخلص من العبودية, ولولا الليبرالية
لما عرفت الجماعات الدينية الدستور ولا الديمقراطية ولا دولة القانون .
وباختصار: الليبراليون هم ملح الحياة . ولو كانت الحياة تعتمد على الجماعات
الدينية وفكرها الديني لهلك الحرث والنسل . ولما تمكن الإنسان من العيش
بكرامة وصحة وحرية .
الليبراليون ملح الدنيا, بهم تزدهي الحياة, لأن منهم الروائيون والكتاب
والموسيقيين والفنانين والمخترعين . أعطوني اسما واحدا من الجماعات الدينية
أو فقيها استفاد العالم من مخترعاته أو فكره. وها هي جوائز الإبداع في العالم
كله, لم يفز بها ولا حتى فقيه واحد. وليس ذلك عجيبا, فمن يقبل إيقاف عقله عن
التفكير المنطقي والعقلانية, لا يستحق أن يكون جزءا من هذه الحياة. ولهذا
يمكن اعتبار الفقهاء ورجال الدين كما يسمون أنفسهم, وهي تسمية لا أصل لها في
الدين الإسلامي, هم الذين يلجأون إلى الليبرالية, في حين لا يسمح الليبراليون
لأنفسهم, حفظا للكرامة من اللجوء لرجل الدين, لعلمهم المسبق أن لا فائدة ترجى
من ورائهم, ما دام العقل هو الهادي إلى السبيل القويم والطريق المستقيم لحياة
كريمة وعاقلة.
السياسة
تعليقات