عبد اللطيف الدعيج يطالب بتغيير نظرة المواطن الكويتي تجاه الأعمال الخدمية والصناعية
زاوية الكتابكتب فبراير 4, 2018, 11:44 م 1012 مشاهدات 0
القبس
تطوير الناس قبل تطوير الجزر
عبد اللطيف الدعيج
مشروع تطوير الجزر الكويتية بالتأكيد سينجح اقتصادياً، وسوف يساهم بلا شك في تدعيم وتنويع الدخل الوطني، وربما سيشكل أيضاً جسراً للتعاون والتفاهم مع الدول المجاورة، كل هذا واضح ومتوقع، فالمشروع في النهاية يحمل بذاته بذور نجاحه.
لكن ليس هذا كل ما هو مرجو من المشروع، بل في الواقع ليس هذا هو المتأمل والمطلوب من تنفيذه، ومن هذا الإلحاح – على الأقل من جانبي – على الإسراع فيه، فالهدف الأساسي من المشروع هو تغيير طبيعة ونفسية المواطن الكويتي وليس تنميق وتجميل جزره، إطلاق طاقاته وإسهاماته التي أخمدها المجتمع الريعي، وليس التحصل على دخل يعمّق من ريعية المجتمع ومن تأثيراته السلبية على المواطن الكويتي.
لن يكون سهلاً على الإطلاق إقناع المواطن الكويتي بـ«العمل» في ظل النظرة الدونية، التي نحملها كمجتمع لكل الأعمال والمهن، وبالخصوص الفنية أو الخدمية التي سيوفرها مشروع تطوير الجزر. العامل أو تاريخياً «الصانع» هو الأدنى من الناس، ومن لا أصل ولا فصل له. ومن غيرَ ذلك، أي من لا يعمل، وإنما يعتمد على سرقة ونهب نتائج عمل الآخرين أو بالأحرى «الصناع».. من لا يعمل هنا هو الشريف والأصيل. ويبدو أننا نقلنا موروثنا القديم ونظرتنا إلى الطبقات والفئات الاجتماعية إلى المجتمع الحالي مع فارق بسيط، وهو أن الأشراف لم يعودوا فرساناً وأبطال حروب، بل من يختلس ويتفنن في نهب المال العام. وليس مهماً هنا مقدار أو درجة الاستحواذ أو الاختلاس، فالنتيجة أن أغلبية الكويتيين «ينهبون» بشكل أو بآخر المال العام.
لهذا، فالمطلوب أن يساهم المواطن الكويتي في العمل وفي الصناعة الفنية والخدمية، مثل مساهمته الحالية في الأعمال الإدارية «المكتبية»، غلاف وستار البطالة المقنعة. يجب إعداد المواطن الكويتي، ويجب تغيير نظرتنا إلى العمل الفني والمهني.
إن لم نعد المواطن الكويتي، وقبلها نعد أنفسنا كمجتمع للمتطلبات الاجتماعية قبل الفنية لتطوير الجزر، فإن النتيجة ستكون مع نجاح المشروع فشلاً باهراً، لأننا سنحوّل المواطن من معتمد على دخل النفط إلى معتمد على دخل النفط والجزر.
تعليقات