نحن تم ترويضنا على التخلف والبؤس.. هكذا يرى عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1241 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

روِّضُوهم

عبد اللطيف الدعيج

 

كثير من المعنيين بالشأن العام عبّروا عن رغبتهم في أن يكون هناك تمثال للمرحوم الشيخ عبدالله السالم، مؤسس الدولة الحديثة والنظام الديموقراطي، وكان ذلك بمناسبة افتتاح مركز عبدالله السالم الثقافي. وقد اختلف المعنيون أعلاه على موقع التمثال، فمنهم رأى أن يكون داخل المركز نفسه، ومنهم من رأى أن وجود التمثال داخل المجلس «مأخوذ خيره» أو تحصيل حاصل، لأن المجلس أصلا يحمل اسم الرمز الكبير. لهذا اقترح البعض أن يكون التمثال داخل مبنى مجلس الأمة.

هذا في الواقع أثار اهتمامي بعض الشيء، وسبب الاهتمام الرئيسي أن المعنيين جميعاً اقترحوا وضع التمثال «داخل» هذه القاعة أو تلك، وهو أمر يثير الاهتمام فعلا، إذ ما الهدف من وجود تمثال «مخشوش» في مجلس الأمة أو في هذا المبنى أو ذاك، سوى أن هناك موانع أكبر من عبدالله السالم تحول دون عرضه في مكان عام.

ألا يستحق عبدالله السالم تمثالا يغطي كل ساحة الصفاة، أو على الأقل «دوار الشيراتون» أو يستقبل داخلي المدينة على إحدى بوابات السور الأخرى إن لم يكن برجا رابعا يجاور الأبراج الثلاثة؟

ليست هناك قضية أو مشكلة في الواقع، لكن يبقى التساؤل: لماذا الاقتراحات كلها انصبت على الداخل… ولم يختر أحد الساحات العامة والأماكن الرئيسية المفتوحة لتذكير المواطنين بفضل الراحل الكبير؟

اعتقد انه في عام 1965 أو قريباً منه، كانت هناك تماثيل تزين سور أو حائط مقر جمعية الفنانين التشكيليين الكويتية (أظن هذا اسمها). وقد قام السيد يوسف الرفاعي، الذي كان وزيراً للدولة لشؤون المجلس البلدي آنذاك، بتكسير وإزالة هذه التماثيل بحجة أنها مخالفة للدين. وطبعاً لم يحتج الديموقراطيون ولا الوطنيون، ولم يبق في الكويت تمثال غير تمثال عبدالله السالم نفسه في دار الرأي العام، وسبب عدم إزالته أنه داخل المؤسسة المملوكة وعلى أرضها الخاصة، ولم يكن أساساً يُرى من الخارج أو لم يره «الشيخ» يوسف، وأيضاً لأنه كان تحت حماية المرحوم عبدالعزيز المساعيد.

اقتراحات الإخوة المعنيين بأن يكون تمثال عبدالله السالم المؤمل داخل إحدى القاعات، وليس في إحدى الساحات العامة يدل على أننا تم ترويضنا على التخلف والبؤس، وأن المقترحين بعلم أو من دونه يطبقون آراء ومعتقدات المتطرفين والمتشددين دينياً.

لهذا نتمنى عليهم أن يوفروا أنفاسهم ويتناسوا «خش» رؤى وفكر عبدالله السالم، خصوصاً أن تماثيل جمعية الفنانين التشكيلية كانت مرزوزة على أيامه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك