إعمار العراق ودبلوماسية الكويت الاقتصادية.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 874 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- إعمار العراق ودبلوماسية الكويت الاقتصادية

ناصر المطيري

تخلت كثير من الدول عن المفهوم التقليدي في ادارة العلاقات السياسية بينها، وأصبح من المستحيل فصل السياسة عن الاقتصاد، حتى أضحى الاقتصاد سبباً رئيساً في نشوء العلاقات الدبلوماسية بين الدول وتحقيق الأمن والاستقرار. والدبلوماسية الحديثة تقوم على النظر من جميع المحاور والزوايا في العلاقات بين الدول، مثل المصالح الاقتصادية والانسانية، وهو ما يطلق عليه حالياً الدبلوماسية الاقتصادية، من خلال وضع أسس ومعايير تتجاوز من خلالها الدول الصعوبات والخلافات وآثار الماضي لتحقيق مصالح اقتصادية مشتركة، وقد قال رئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشرتشل ذات مرة: «ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بين الدول بل هناك مصالح».

ويقصد بالدبلوماسية الاقتصادية النشاطات الدبلوماسية التي تستخدم العامل الاقتصادي في التعامل السياسي.. هذا هو الجوهر والهدف الذي قد لا يدركه الكثيرون من وراء تبني دولة الكويت واحتضانها للمؤتمر الدولي لإعادة اعمار العراق، فالكويت تتبع أسلوباً راقياً من الدبلوماسية الاقتصادية لتحقيق المصالح المشتركة مع دول الجوار ما سوف ينتج أثره السياسي في تحقيق الأمن الاقليمي وهذه بلاشك سياسة حصيفة تتميز ببعد النظر وادراك الواقع والتعامل مع الجغرافيا السياسة من منطلق التعايش السلمي والعطاء الايجابي والبناء والاعمار.

وتأكيدا على ترسيخ وممارسة الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية مع دول الجوار والمحيط الاقليمي للكويت ما جاء على لسان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد حين دعا الى شراكة حقيقية مع بغداد، معتبرا أن ما يجمع البلدين كبير جدا، ويعكف الشيخ ناصر على العمل من أجل انشاء منطقة استثمارية دولية في شمال الكويت بالتعاون مع ايران والعراق.. ولاشك أن ربط المصالح الاقتصادية مع دول الجوار التي ربما تشكل هاجسا أمنيا على الكويت سيؤدي الى ترسيخ حالة أمنية من خلال تضافر الجهود الاقليمية للحفاظ على المصالح التجارية المشتركة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك