داهم القحطاني يكتب: الغزو الكويتي للعراق

زاوية الكتاب

كتب 1308 مشاهدات 0


من يتشكك بصحة هذا العنوان نؤكد له أن العنوان كتب بطريقة صحيحة فبعد سنين طويلة من الغزو العراقي للكويت آن الأوان لأن تقوم الكويت بغزو العراق.

ولم لا فالكويت لديها فرق مجحفلة من قوات النخبة التي تستطيع بخبرتها الطويلة أن تمتد في كل العراق خلال أقل من أسبوع، كما أن قوات التدخل السريع الكويتية تستطيع أن تفرض سيطرتها على الأراضي العراقية خلال أقل من يوم.

للنائبة العراقية عالية نصيف وإلى كل من يقول إن الكويت تعتبر أخطر دولة على العراق، وأن الكويت تغزو العراق بتدخلات خفية نقول إن فرقة الكويت المجحفلة تتمثل في الصندوق الكويتي للتنمية الذي استطاع بالفعل أن يتدخل ميدانيا في العراق عبر تقديم مشاريع إغاثية وإنمائية للشعب العراقي بقيمة 200 مليون دولار خصصت لإعادة تأهيل القطاعات الصحية والتعليمية في المناطق التي تأثرت بالعمليات الإرهابية.

 

أما قوات التدخل السريع الكويتية فتتمثل في الجمعيات الخيرية الكويتية التي أعلنت عن دعم الشعب العراقي بمشاريع إنمائية بقيمة 122 مليون دولار حتى قبل أن يبدأ مؤتمر الكويت الدولي لإعمار العراق، والذي وصفته النائبة عالية وجوقة المحرضين ضد الكويت بأنه مؤتمر الانتقام من العراق.

من انشاء 23 مدرسة نموذجية في مختلف مناطق العراق إلى تقديم المساعدات الإغاثية إلى 55 ألف نازح من مدينة الموصل مرورا بإنشاء مشروع أم قصر السكني ومجمع الكويتي الطبي الجراحي تقدم الكويت كل هذا ' الحشد ' من المشاريع وغيرها ليعلم كل عراقي أن الكويتيين يهتمون فعلا بجيرانهم رغم كل ما في الماضي من قسوة ومآسي.

كان يمكن للكويت أن تبني جدرانا عالية بينها وبين العراق وتلعب كل الأدوار الممكنة من أجل منعه من النهوض والتقدم انتقاما من الغزو العراقي الآثم الذي لا تزال جروحه تعيش عميقة في وجدان الكويتيين.

لكن الشعب الكويتي قرر ألا ينتقم وأن يقدم بدلا من ذلك يد العون للشعب العراقي ليساعده من أجل الخروج من هذه المرحلة العصيبة ليكون أكثر قوة وتفاؤلا بالحياة.

الكويت لا تقدم المنح والقروض فقط من أجل أهداف سياسية ولو كان ذلك صحيحا لقدمتها من خلال المؤسسات الأممية واكتفت بذلك وكسبت السمعة الدولية لكنها، شعبا وحكومة، تريد أن يعلم الشعب العراقي أن هناك أشقاء في الكويت يؤمنون بأن من حق العراقيين أن ينعموا بالأمن والأمان والازدهار والتنمية والرخاء.

نعم هناك قلق لدى بعض الكويتيين من السياسات العراقية المتقلبة ولكن الكويت قررت ألا تجعل من هذه المخاوف المشروعة مانعا لها من القيام بدورها العربي والإسلامي تجاه العراق وشعبه.

في المقابل يتطلب الأمر قيام ساسة العراق ببذل كل الجهود من أجل إقناع كل من يتبنى الخطاب المعادي للكويت، ومن ضمنهم النائبة عالية نصيف، أن هذا الخطاب لم يعد له مكان ولا شعبية لدى أغلبية العراقيين الذين لا يمكن أن يصدقوا نظريات المؤامرة التي تنسب كذبا للكويت في الوقت الذي يرون فيه الشعور الكويتي الصادق الذي يتضامن فيه بصدق، قولا وعملا، مع كل مآسي العراق.

الغزو الكويتي للعراق يبدأ بالورود وينتهي بالورود، ويحول الماسي إلى تفاؤل وأفراح، وهو ربما يكون الغزو الوحيد في العالم الذي يجد كل ترحيب أينما حل في نحو 121 دولة في العالم استفادت شعوبها من صندوق التنمية الكويتي ...المجحفل.

الكويت تغزو العالم بالأمل والتفاؤل بالمستقبل وبكل ما يزرع الفرح في القلوب.

الآن - داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك