كيف نسمح لمواطنة كويتية أمها مثل أم وزير التربية كويتية أن تتذلل وأن تناشد كي تطعم عائلتها؟!.. يتسائل عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 6, 2018, 11:40 م 1069 مشاهدات 0
القبس
أمها مثل أمك.. وخليجكم عشرة
عبد اللطيف الدعيج
يوم المرأة على الأبواب، وأقرأ حاليا مناشدة لمواطنة سعودية لوزير التربية. تدعي أنها خريجة تربية، تخصص كهرباء، وتبحث عن عمل. طبعا هناك احتياجات إنسانية مزعومة تضطرها للمناشدة، وهي كونها تعيل أفراد عائلتها، ولديها والد معاق كان عسكريا في الجيش الكويتي.
لست معنيا بالاحتياجات الإنسانية، فالكل يعاني، لكن أعتقد أن مجرد وجود «وافدة» خليجية من خريجات معاهدنا أو كلياتنا وبتخصص «فني» كما هو واضح، أو كما هو الادعاء، هو كسب لنا ويسد حاجات تضطر وزاراتنا ومؤسساتنا، خصوصا وزارة التربية، إلى إرسال المبعوثين والخبراء للخارج لاصطياد هذه الكفاءات الفنية النادرة واستقدامها للكويت، حيث تعاني وزارة التربية منذ بداية التعليم في الكويت وحتى الآن -ومن المؤكد إلى الأبد- من انعدام الكفاءات الكويتية القادرة على سد نقص الاحتياجات التعليمية الفنية، مثل مدرسي العلوم والموسيقى، وحتى الرسم. البنت أو «المرأة» بما أن يومها على الأبواب، تخصص كهرباء، لا أعلم إن كانت معلمة أو مهندسة، أو أنها تملك مهارات فنية في الكهرباء. لكن في كل الأحوال فإنها تخصص نادر وموهبة، وفي الواقع «لقطة» من المفروض على الوزارة أو أي مؤسسة حكومية أخرى أن تلتقطها بدلا من استقدام عمالة من الخارج -بغض النظر عن جنسها أو لونها- لا حاجة لها في ظل وجود الأخت المناشدة.
طبعاً، هذه مشكلة أن توجد لدينا مواطنة سعودية، أي خليجية من خليجنا الواحد الذي تتغنى به أناشيد وزارة التربية في المناسبات الوطنية وفي غيرها، ويردده الوطنيون الخليجيون وتزدحم به صفحات «تويتر»، وهي وعائلتها جياع في الكويت. هذه ليست هي المشكلة.
لكن المشكلة الكبرى أن المرأة تزعم أن أمها كويتية. هذا يعني حسب استنتاجي أنها «بدون»، رغم أنها تزعم أنها مواطنة سعودية. والمعروف بأن «البدون» ينكرون أصولهم. لهذا، فأنا أفترض أن المؤسسات الحكومية تعاقب المرأة المشتكية، لأن أمها تزوجت شخصا غير كويتي.
البنت كويتية، كويتية يا حكومة ويا مجلس ويا ببغاوات خليجنا واحد! لأنها مولودة لمواطن كويتي، هذا المواطن كامل الحقوق، هي امها الكويتية. فدستورنا يحرم التمييز بين المواطنين في المادة 29 وكثير غيرها، ووفقا للدستور وللمبادئ الديموقراطية في المساواة والتكافؤ بين «المواطنين» فإنها كويتية حالها حال وزير التربية نفسه.. فكيف نسمح لمواطنة من خليجنا الواحد.. وكيف نسمح لمواطنة كويتية أمها مثل أم وزير التربية كويتية أن تتذلل، وأن تناشد كي تطعم عائلتها؟!
تعليقات