هل يستحق كل منا أن يكون كويتيا؟.. ضاري الشريدة متسائلا
زاوية الكتابكتب مارس 6, 2018, 11:42 م 970 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- من هو الكويتي؟
ضاري الشريدة
تساؤل دفعني إليه دفعاً مقال للصديق والزميل محمد العطوان قبل أيام، هل يستحق كل منا أن يكون كويتيا؟ وما الذي يميزنا عن بعضنا البعض، في ظل الدولة المدنية وافتراض ذوبان العديد من مصادر التباهي الاجتماعي والعرقي والطائفي؟ ومن هو الكويتي بنظر الكويت التي أعطت ولاقت الجحود من بعض أبنائها؟
في كل عام وبالتزامن مع أعياد الوطن في شهر فبراير، يتم انتقاد العائلات التي تغادر من أجل قضاء الإجازة في الخارج من دون تمييز، على اعتبار أن العديد من العائلات الكويتية تبتعد عن المشاكل التي تأتي تبعا للاحتفال بشكل غير حضاري، فتمتلئ معها دفاتر الأحوال في مخافر الشرطة بحوادث المشاجرات والدهس والتعدي على رجال الأمن، وملء شوارع الكويت بأطنان من القمامة، وهدر كميات هائلة من الماء بدعوى الاحتفال بالأعياد الوطنية.
الكويت اليوم ليست بحاجة إلى احتفالكم بهذه الصورة المخزية. وليست بحاجة إلى بث الإشاعات بوجود منحة وأموال تدفع من خزينة الدولة لتدخل في جيوبكم ليتم تبديدها على لهوكم وعبثكم واستهلاكياتكم. ولا يجوز أن يتم الربط بين عطاء الدولة المادي وحبكم وولائكم لها، فالكويتي الحقيقي سيظل مرتبطا بهذا الوطن حتى وإن لم يحصل على منحة، لأن الولاء للدولة والعلم أكبر من الأموال التي يشارك البعض في تبديدها، عبر تعيينات انتهكت القوانين، وعبر هدر المياه والكهرباء، وفتح نوافذ السيارات لإلقاء القمامة، وعدم الالتزام بأبسط قوانين الدولة.
أمور عديدة بحاجة إلى إعادة النظر، والحكومة اليوم يجب أن تساهم في إعادة صياغة طرق الاحتفال، من خلال أفكار مستحدثة للحد من الظواهر السلبية التي لا تقدم للوطن شيئا يذكر، بل إنها تمثل مصدر جذب لكل مثيري الفوضى والخروج على القانون من داخل الكويت وخارجها.
المواطنة والانتساب لوطن اسمه الكويت ليس بالأوراق فقط، فهو شعور حقيقي ينبع من داخل الإنسان ويترجم قولا وعملا يتفوق على حب الذات والأسرة والمحيط الاجتماعي، وتأكد أنك إذا تجاوزت قوانين بلادك، فقد يتفوق عليك بالمواطنة من هو ليس كويتيا، وكل مقيم محب للكويت وأهلها وحريص على سلامة الوطن الذي أعطاك الكثير، ولكنك لا تشعر بالعطاء، لأن العطاء بنظرك هو المال الذي يدفع لك، والمنحة التي تنتظرها في كل عام في شهر فبراير!
إذا تمكنا من محاربة الفساد بشتى أشكاله وصوره، فنحن نؤسس لمرحلة جديدة مضيئة في تاريخ الكويت القادم، وغرس مفاهيم وطنية في نفوس الأجيال القادمة، والسعي بشكل جاد في هذا الطريق سيحد من وجود الفساد والمفسدين الذين أصبح وجودهم أمرا شبه اعتيادي مع الأسف.
نصيحة... قبل أن توزع صكوك الوطنية على إخوانك المواطنين، حسب اللهجات والمفردات والانتساب لبعض الأعراق والطوائف، عليك أن تسأل نفسك قبل كل ذلك أو تتعرف على ما قدمه شريكك في الوطن، وهل يستحق لقاء ذلك أن يطلق عليه، لقب كويتي أم لا، لأن ليس كل كويتي هو كويتي.
وخزة القلم:
الوضع في الكويت أصبح غريباً جداً، فكلما أشرت لموضع فساد في أحد القطاعات العامة أو الأهلية، انبرى لك أحدهم ليخبرك بأنه الشخص المقصود، رغم عدم ذكر اسمه، ولا شك بأن غضبه وخروجه عن دائرة الاتزان العصبي هو اعتراف منه بأنه أحد عناصر الفساد!
تعليقات