سهام السهيل تسمي العلاج بالخارج إدارة السياحة بالخارج

إدارة«السياحة» في الخارج.. عفوا.. العلاج في الخارج! كتب سهام حمد السهيل وزارة الصحة من الوزارات الحساسة في الدولة، ولها اهمية كبرى في حياة المواطن، ونجد ان الجميع لابد وان يتعامل مع معها من خلال الادارات المختلفة او الجهات التي تتبعها وخاصة المستشفيات والمراكز الصحية.. وادارة العلاج بالخارج هي احدى الادارات ولكنها ادارة نجحت في استجواب اكثر من وزير.. واستقالة البعض.. وأطاحت بالبعض الآخر!! ادارة استاء الكثيرون من تجاوزاتها وبطء انجاز اجراءاتها! ادارة طغت سلبياتها على ايجابياتها؟! ادارة اصبحت تشكل مسلسلا في حياة الكثيرين من المرضى لا يعرفون متى تنتهي حلقاته؟! ادارة من يريد انهاء معاملته فيها بشكل سريع لابد ان تكون ضمن ملف خاص بأحد أعضاء مجلس الامة والا.. فلن تنجز بالوقت المطلوب! ادارة غيرت هدفها الذي أنشئت من اجله وحولت مجراه الحقيقي فبدلا من علاج المرضى الحقيقيين، اصبحت جهة اساسية ورسمية لسياحة الكثيرين من اهل الكويت بل ولها عروض مغرية - فلكل مريض شخصان يرافقانه مجانا- علما بأن المرافق يشترط ان يكون من اقارب الدرجة الاولى، وان كنت تمتلك فيتامين (و) فلا بأس ان يكون من اقارب الدرجة التاسعة!! وان كان فيتامين (و) لديك من النوع المركز وقوي المفعول فممكن ان يكون المرافق لا يمت لك بصلة بتاتا!! وأكبر شاهد على ذلك ازدياد عدد المسافرين للعلاج في الخارج في فترة الصيف بغية اصطحاب الأبناء وبقية افراد الأسرة لقضاء الاجازة خارج الكويت. ولو شاهدنا الوضع الذي تعيشه تلك الادارة لوجدنا فيها الكثير من المفارقات التي لا تخلو من الطرافة..! فأحدهم ذكر لي بأن هناك سيدة كبيرة في السن جاءت الى احد الموظفين حيث سألها: (حجية، وين راح تسافرين لندن او فرنسا او اميركا؟) فأجابته قائلة: (والله يا وليدي ما دام السفر على حساب الحكومة حط لي ديرة قريبة يمة أميركا السنة اللي طافت تعبتني، طريجها بعيد وايد، اشرايك يمه نشوف هالسنة فرنسا؟!) فرد عليها الموظف متسائلا: (حجية ما دام علاجج كان المرة اللي طافت بأميركا، اشلون تبين تتابعينه هالسنة بفرنسا؟!) فقالت السيدة: (ليش يا وليدي؟! قالوا لي يصير تغيرين الديرة اذا ما تبينها؟!) فاستطرد الموظف بقوله: (صحيح يا حجية، كل شيء يصير عندنا! المهم راحتكم، خلاص حجية.. تبين فرنسا، بنكتب لج الكتاب لفرنسا..!). وهناك آخر جاء للموظف نفسه فقال: (لو سمحت انتوا دازيني على لندن وانا بصراحة بغيت اغير واروح على مصر..) فرد عليه الموظف: (أخوي انت علاجك كان في لندن والدكتور الليكاتب لك توصية بالمراجعة موجود في لندن! على أي اساس بتروح مصر؟!) وهنا رد عليه المراجع متذمرا: (وانت اشعليك أخوي؟! العلاج بلندن ما عجبني، وبعدين تغيير الديرة مسموح فيه بادارتكم ولا لأ؟!) فأجابه الموظف قائلا بأسى: (والله أهو مسموح اذا قدرت تثبت بالتقارير الطبية ان العلاج هناك ما فادك بشيء!!) فرد عليه المراجع: (خلاص عيل، وانا ثبت هالشي عندكم وقالوا لي على خوش دكتور بمصر، ومن جذي هالسنة باروح مصر، بس قول ان شاء الله يعجبني العلاج هناك!!) فقال له الموظف: (ان شاء الله، خلاص أخوي جرب اللي تبي تجربه.. يمكن أحسن لك، وهم بعد احسن لنا.. على الاقل المصاريف بمصر اقل من لندن) فابتسم المراجع باستهزاء وقال: (يعني فلوسكم ومصاريفكم وقفت علي أنا..؟! يا معود عطنا المعاملة وخلصنا!!). وهكذا نرى مسلسل ادارة العلاج بالخارج ومشاهده اليومية مستمرة في الاستديو الخاص به والكائن في منطقة الصباح الطبية، وعليه يمكنك ايها المواطن ان تختار البلد الذي تود ان تصطاف فيه انت وافراد اسرتك.. وما عليك سوى الحجز لدى ادارة السياحة في الخارج -عفوا- العلاج في الخارج فهي ادارة حكومية شاملة ومضمونة، تقدم أفضل الخدمات والعروض في جميع فصول السنة وخاصة في فصل الصيف وتعتبر أقصر الطرق الى كل من: 1- السياحة خارج البلاد. 2- النقاهة للراحة والاستجمام. 3- سداد القروض. 4- تأثيث منزلك الجديد. 5- استملاك سيارتك الجديدة. 6- العلاج..!! إن كنت فعلا بحاجة له...!!!!! وعلى ذلك الأساس وتلك الخدمات والاهداف الخاصة بتلك الادارة فسوف تجدون المواطنين الذين يعانون حقا من الامراض ويشتكون منها باستمرار يتواجدون في المستشفيات الحكومية والتي تفتقر لأبسط الكوادر والخدمات الطبية. يعني عزيزي القارىء: إن مرضت علاجك بديرتك.. وان ضاق خلقك حكومتك بتونسك.. ومال عمك ما يهمك!! وان قال لك ولدك: يبا، تعبت ومليت من جو الكويت!! بتلاقي ادارتنا قالت لك: لبيك، بنحط لك بيت خارج الكويت!!