حسين اليوحه يبي شارع باسم البراك وأفيوني، وإلغاء اسم حسن البنا
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2007, 9:36 ص 613 مشاهدات 0
أسماء شوارعنا لمن يستحقونها
07/08/2007 حسين حسن اليوحة*
من الطبيعي ان تعمل كل دولة على تخليد عظمائها وقادتها، والاشخاص البارزين
الذين لعبوا دورا مهما في تاريخها، سواء في الدفاع عنها او في تكوين نهضتها
السياسية والديموقراطية او الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية
والعمرانية والرياضية، وغيرها من العوامل التي تشكل حضارة هذه الدول ومجدها
التليد. وغالبا ما يتم تخليد هؤلاء عن طريق اعطاء اسمائهم للشوارع المهمة
والرئيسية في المدن، لكي تبقى محفورة في ذاكرة الشعب وابنائه من جيل الى جيل.
ونحن في الكويت اتبعنا هذه القاعدة ايضا، واطلقنا على شوارعنا اسماء كبار
رجالاتنا العظماء الذين كان لهم شأو في تحقيق مجد هذا الوطن وعزته، وتراثه
الحضاري، وتطوره الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم من مستوى يفتخر به كل
كويتي. وكان من البديهي ان نبدأ برجال الكويت الكبار، الذين بنوا هذا الوطن
بسواعدهم وعقولهم وهممهم الخلاقة ودمائهم الزكية، ثم ننطلق الى من هم غير
كويتيين ممن كان لهم دور مهم في تاريخ وطننا، سواء على المستوى الاقتصادي او
الفكري والثقافي والتربوي والابداعي وما الى ذلك من مساهمات في تكوين هذا
التراث الحضاري والتاريخي، هذا بالاضافة الى اسماء المدن والعواصم العربية
العريقة والرموز التاريخية المهمة وغيرها.
لكننا شذذنا عن هذه القاعدة في بعض الاحيان، انسياقا وراء عواطف ليس لها ما
يبررها، وليس لها مكان في تطور تاريخ الامم والشعوب. وعلى سبيل المثال لا
الحصر نذكر شارعا في منطقة الرميثية اطلق عليه اسم حسن البنا. ونحن نتساءل،
ويتساءل معنا سكان ذلك الشارع بكاملهم، ماذا فعل حسن البنا للكويت، وما الدور
الذي لعبه في بناء حضارة ومجد ورقي وثقافة وتاريخ هذا البلد لكي نطلق اسمه
على احد شوارعنا؟.
بالامس تقدم النائب علي الراشد باقتراح برغبة، وعرضه على مجلس الامة للتداول،
ويقضي باطلاق اسم المربية الفاضلة لطيفة البراك على ثانوية النزهة للبنات،
وهي كانت اول ناظرة لهذه الثانوية. ولطيفة البراك كانت من مؤسسي الحركة
التعليمية في الكويت منذ الاستقلال، ولعبت دورا بارزا في دفع العملية
التعليمية على مدى سنوات طويلة من عمرها، كما لعبت دورا بارزا ورياديا في
مجال العمل النسائي، ودفع تطور المرأة الكويتية لتلعب دورها الوطني وتتحمل
مسؤولياتها التاريخية تجاه وطنها، وهي تستحق لذلك كل تقدير واحترام وتكريم.
وبالامس توفي احد كبار رجال الصحافة، اللبناني قاسم محمد الافيوني، الذي عايش
وساهم في نهضة العمل الصحفي الحر والديموقراطي في الكويت منذ نشوئه، ووهب
نفسه وقلمه وفكره للصحافة الكويتية على مدى عشرات السنين، وعلم ودرب اجيالا
من الصحافيين الكويتيين الذين اصبحوا اليوم يمسكون بزمام هذا الميدان
الاعلامي المهم الذي ينقل الى العالم اجمع صورة الكويت الزاهية التي تخطو
قدما في طريق العزة والرفعة والرقي والحضارة، في ظل نظامها السياسي الحر
والديموقراطي الطليعي.
اننا نعتقد ان رجلا مثل قاسم الافيوني يستحق ان يخلد اسمه في الكويت ويطلق
على احد شوارعها اكثر من حسن البنا. واننا نهيب بالمسؤولين المعنيين بهذا
الامر، سواء في مجلس الوزراء او مجلس الامة او بلدية الكويت او غيرها، ان
يتخذوا ما يلزم لوضع اقتراح بهذا الشأن، اسوة بما تقدم به النائب علي الراشد
بشأن اطلاق اسم المربية لطيفة البراك على ثانوية النزهة.
* عضو المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية
ومستشار الاتحاد العام لعمال الكويت
القبس
تعليقات