لماذا الخوف من نقابة تحتج أو نائب يصرخ هنا وهناك كسباً للشعبوية لتتأجل المعالجة كل هذه المدة؟.. يتسائل صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 1003 مشاهدات 0

د. صلاح العتيقي

 

القبس

الاقتراض غير الرشيد

د. صلاح العتيقي

 

 

نشرت صحف الكويت اليومية التقرير الشهري لوزارة المالية، خلال عشرة أشهر، أبريل 2017 ـــــ يناير 2018. وذكر التقرير أن المقدر إنفاقه في هذه الفترة هو .19.9 مليار دينار بعد خصم احتياطي الأجيال المقدر بـ%10 من إجمالي الإيرادات، ليصبح هناك عجز بالميزانية، يبلغ 7.9 مليارات دينار، لذلك لجأت الدولة إلى مشروع قانون بطرح سندات سيادية بحد أقصى 25 مليار دينار، لسد هذا العجز بالموازنة 2018 ــــ 2019.

تعليق: بالمفهوم التجاري، عندما تقوم شركة بالاقتراض لسداد رواتب موظفيها فهي تعتبر مفلسة. أفهم أن تستلف الدولة للصرف على مشاريع استثمارية مدرة للدخل بجانب خلق وظائف لمواطنيها، بحيث يتم سداد هذه الديون من المشروع عند انتهائه، أو خلق سوق سندات، أما أن تستلف للصرف على رواتب متضخمة ودعوم، ما أنزل الله بها من سلطان، وهدر غير مبرر، فهذا هو الإفلاس بعينه؛ لأن العجز في هذه الحالة سيتضاعف.

للعلم فقط، تبلغ نسبة الرواتب %51 من الموازنة العامة، وتبلغ نسبة الدعوم %18، أي أن ما يقارب %70 من الموازنة مصاريف استهلاكية. للعلم أيضاً هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تشكل الموازنة عجزاً حقيقياً ولا توجد بوادر علاج لهذا العجز، فالدولة تبيع أصلا ناضبا، لتغطية مصاريفها، وعندما انخفض إيراد النفط لجأت الى فوائض الاحتياطي العام النقدية، ثم لجأت الى الاقتراض محلياً وعالمياً، وبدلاً من علاج المشكلة بنظرة اقتصادية بحتة، بدأت بتأجيلها وعرضها على مجلس الأمة لتقيّد نفسها بقوانين، تعتبر من صميم عملها.

الأسوأ أن يأتي من يدّعي بعدم وجود العجز. نعم، الوضع المالي متين بسبب صندوق الأجيال القادمة، ولكن لا يعني هذا أن يستفرد الجيل الحاضر بهذه الثروة، فهذه من استحقاقات أجيالنا القادمة، وتجب تنميتها.

المعالجة يا حكومة تتم بكبح المصروفات غير الضرورية والحد من المبالغة في الدعم، ثم أين البديل الإستراتيجي الذي قيل إنه سيوفر 19 مليار دينار، ويحد من الصرف على الباب الأول (الرواتب)؟! لماذا لا تطبّقه الحكومة حتى الآن؟ ولماذا أُعيد عرضه على شركة استشارية التي بدورها عدّلت على القانون لتظهر به الكثير من العيوب والمشكلات، بحيث فقد هدفه الأساسي؟! وسؤال آخر: لماذا الخوف من نقابة تحتج، أو نائب يصرخ هنا وهناك كسباً للشعبوية، لتتأجل المعالجة كل هذه المدة؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك