فارس الوقيان: الإسلاميون انتبهوا لمخزون أبناء القبائل فقربوهم، بينما انشغل الليبراليون بالسفسطه وقد فات الفوت
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2007, 9:44 ص 621 مشاهدات 0
أكذوبة التحالف القبلي - الإسلاموي
كتب:د. فارس الوقيان
هناك مقولة سطحية، غالبا ما نسمعها ونتابعها في صحافتنا المحلية تريد تفسير
أسباب التقهقر والأزمات التي نعيشها بذلك التحالف السياسي المجتمعي ما بين
أبناء القبائل والتيار الاسلاموي، وبما أن الطرف الذي يكرر هذه العبارة، كما
يمضغ اللبان في فمه، يعجز عن الاعتراف بمسؤوليته عن الأزمة العميقة التي
نلمسها، بسبب انغماسه في مصالحه الخاصة التي تتعارض مع مكونات دولة القانون
ومفاهيم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، والمساواة -أنبرى في الآونة
الأخيرة لتكثيف هذه العبارة حتى لا يكون هو ذاته محل انتقاد ومواجهة من قبل
المستنيرين والعقلاء الذين لا ينطلي عليهم تضليل معرفي وفكري من هذا النوع
الرديء.
ما هو متعارف عليه في أدبيات التحليل الاجتماعي، أن من يمتلك الإعلام والمال
في الدولة والمجتمع، له اليد الطولى والقدرة الأكبر على صياغة الوعي وإدارة
استراتيجية الاصلاح والتغيير والتطوير وما هو معروف في الكويت، أن غرفة
التجارة والصناعة بما تملكه من رساميل ورؤوس أموال، ليس لقبلي أو إسلاموي دور
مؤثر بها، كما أن المؤسسات الصحافية والقنوات الفضائية المشاهدة المؤثرة هي
مملوكة بالكامل لمستثمرين اقرب ما يكونون لأفراد الصفوة المجتمعية والتجارية،
والمعروفين بخصومتهم للكتلة القبلية والاسلاموية، وبهذا نصل لنتيجة منطقية
مفادها، أن أسباب تراجعنا مرتبطة بشكل مباشر بأولئك الذين يمتلكون كل أدوات
التأثير المالي والاعلامي والثقافي، وهم بسبب تقاعسهم قادوا الدولة والمجتمع
لحالة من حالات الانحدار والرجعية التي ليس لها مثيل في التاريخ الكويتي.
المتكبر عنيد لا يؤمن إلا بآرائه، فهو كمن يطل على الناس من شرفة الدور
العشرين من بناية يرى الناس صغارا في حين هم يرونه صغيرا، لقد قلناها مرارا
وتكرارا إن أبرز خصال الجهل التعاطي مع الآخرين وفقا لهويتهم المناطقية
والإثنية، والمذهبية، مثلما حاصل مع أكذوبة التحالف القبلي الاسلاموي، فأبناء
القبائل منهم ما هو قبلي محض وقبلي اسلاموي وقبلي ليبرالي وقبلي معرفي مستقل،
وهكذا دواليك بالنسبة للاسلاموي والليبرالي، فهناك من الاسلامويين من يرى
اسلامويته فقط في أبناء جلدته المناطقية، ويفضل أبناء مناطق الداخل على
الخارج، إذن المسألة خاضعة إلى قواعد اللعبة السياسية والمصلحية الصرفة،
فالتيار الذكي هو الذي يستثمر أوراق اللعبة بما يتفق مع مصالحه المختلفة، من
أجل اتساع قواعده الشعبية والانتخابية والفوز بكراسي البرلمان حيث يكمن منبع
المقايضات والتعيينات والحصول على المناصب.
ما حصل في العقدين الآخيرين بالمجتمع الكويتي أن التنظيمات الاسلاموية التفتت
إلى المخزون البشري الكبير لأبناء القبائل، واستطاعت أن تقترب منهم بمنحهم
دورا فاعلا في مؤسساتها المختلفة، نقابية وسياسية ومجتمعية وتجارية في الوقت
الذي كانوا فيه مهمشين في بنية الدولة، ووصل منهم من وصل كرئيس لاتحاد طلابي
أو أمين عام نقابة أو وكيل وزارة أو نائب برلماني وقد نجحت تلك التنظيمات في
استراتيجيتها تلك في الاستحواذ على الشارع الكويتي في حين انشغل التيار
الوطني والليبرالي في نقاشات سفسطائية أشبه بأسبقية البيضة أم الدجاجة في
الوجود.
الآن بعد أن اتسع نطاق الدوائر الانتخابية ومع النقاش بشأن قانون الاحزاب
السياسية، عرف افراد الكتلة الوطنية والليبرالية أن الموت حق وأنهم يحصدون
ثمار الشوك والعلقم التي زرعوها في الماضي في قلب المجتمع الكويتي بالهرولة
نحو الشرائح المجتمعية حاربوها بتعليق يافطات التهاني بالأعياد في مناطقهم،
ولسان حالهم يقول «إذا فات الفوت لا ينفع الصوت».
الوسط
تعليقات