عبدالله خلف يكتب عن تاريخ اللحى عند الأمم!

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0



 
   
 
 من تاريخ اللحى عند الأمم 

الأمم والشعوب كانت ملتحية طوال التاريخ البشري، الوثنيون في الشرق والغرب من البابليين والآشوريين والفرس وبلاد السند والهند والشعوب العربية وفي الجاهلية كلهم ملتحون، حتى المسلمين والمشركين كانوا ملتحين على السواء.

كانت في الحلاقة معاناة ومشقة ومن يسعى اليها بصورة دائمة يُشبّه بالنساء وبالترف الزائد كما لو ذهب في هذه الايام الى محل حلاقة النساء ليتجمل مثلهن.. هكذا الى ان عرف الانسان في آخر النصف الاول من القرن العشرين شفرات الحلاقة ليقوم الرجل بحلاقة ذقنه دون السعي للحلاقة وظهرت آلات الحلاقة اليدوية والكهربائية.. فلم يعد العمل بها اسرافاً وبطراً..

البقاء على اللحية فيه قدسية عند طائفة السيخ وبعض الوثنيين ورهبان الأديرة من اليهود والنصارى وليس فيها قدسية في الاسلام بل فيها استحسان وكراهة لم يُشر القرآن الكريم الى الابقاء عليها او ازالتها، اما الحديث النبوي الشريف فقد وردت احاديث كثيرة، وقيل حول اعفاء اللحية وتقصيرها، وتعددت الآراء في درجة الاعفاء.. منهم من قال تركها دون مسها، كرهبان الديانات الاخرى، ذهب آخرون ومنهم الحنفية والحنابلة الى انه اذا زاد عن قبضة اليد يجوز اخذ الزائد منها.. (الموسوعة الفقهية ج35 ص224)..

يطلقها الآن البعض اكثر من قبضة بل لمجموعة من القبضات.

***

الأخبار كانت أفادت ان اللجنة التشريعية والقانونية في مجلس الامة، قبل حله، سوف تبحث يوم الاربعاء 3/11 مشروعا يتعلق بالسماح للعسكريين بإطلاق لحاهم دون تحديد، تقدم بهذا الطلب خمسة نواب..

الشعوب القديمة كانت تستهجن الرجال غير الملتحين وكانت للمحارب هيبة في طول لحيته.. لكن الرومان رأوا ان امساك المحارب في لحية خصمه هدف من أهداف التغلب عليه، اذ يرمي سلاحه، عند التمكن من القبض على لحيته، لذا جاءت التشريعات العسكرية «بحلق اللحى وسمحت دياناتهم بذلك لان اللحية من أهداف هزيمة المحارب إن تمكن منها خصمه.. ويطلقونها في أيام السّلم.

قد امر اشهر قائد في تاريخ البشرية الاسكندر الاكبر جنوده بحلق لحاهم حتى لا يتركوا للاعداء مجالا لجذبهم منها.. الان هل يعرض امر حلق اللحى عند الجنود على قادة الجيش وليس على نواب مجلس الأمة اذا عُرف ان الجندي مستهدف بلحيته وإن تمكن منها خصمه فإنه يُلقي سلاحه ويستسلم، الامر يحتاج إلى آراء غير نقلية وفق ظروف الحرب ومخاطرها، وأهل الذكر الواجب سؤالهم هم قادة العسكريين إن كان لهم الرأي في بلادنا.

الفراعنة كانت اللحى عندهم ذات مكانة عند الرجال.. ولكي لا يتعرض الجندي إلى مخاطر خصمه وفي نفس الوقت لكي لا يظهر حليق اللحية وهو مظهر غير مستحب يفقد من هيبة المحارب، اتفق أن يحمل المحارب لحية مستعارة تُصنع من خصل الشعر الآدمي أو من ذيول الخيول وتعلق بحلقتين من الاذنين..

وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد اعتادت الملكة حتشبسوت ان تظهر في الحفلات العامة في لحية «مستعارة» مرتدية ملابس الرجال وذلك لتستطيع ان تستأثر بكل سلطة الفراعنة ولكي تكون ذات مهابة رغم علم الشعب بأن لحيتها مستعارة.. ومنذ العصور القديمة في اوروبا جعل أصحاب الأمر للقضاة شعرا مستعارا للرأس مع اللحى المستعارة لاضفاء المهابة عليهم واستمرت الى العصر الحديث، ثم أُزيلت اللحية وبقي شعر الرأس المستعار حتى الان في مجلس الشيوخ البريطاني وعند القضاة وكذلك في فرنسا إلى الان ومنه إلى القضاة في لبنان منذ الانتداب الفرنسي حتى الان وكانت عند القضاة في دول الشمال الافريقي المغاربية إلى وقت قصير..

أعود واقول هل يستشار القادة العسكريون في أمر حلاقة اللحى أو اطلاقها.. اجاز التشريع الاسلامي في صدر الاسلام الخدع للترهيب، ورخص في أمر الصلاة، والاستمتاع بالنساء. لان الجند هم الحافظون على الأوطان والدين.. وهم الذين نشروا الاسلام..
 عبدالله خلف
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك