نواف الفزيع يكتب عن ظاهرة استشراء الفساد المالي والسياسي في الكويت بصورة غير مسبوقة ويضرب أمثلة في المصفاة الرابعة والمولدات وديوان المحاسبة

زاوية الكتاب

كتب 420 مشاهدات 0


يتناول الكاتب والمحامي نواف الفزيع في مقاله المنشور اليوم في الوطن ظاهرة استشراء الفساد المالي والسياسي في الكويت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة وبشكل غير مسبوق فحتى مع إلغاء مشروع المصفاة الرابعة ومشروع ' الداو ' لم يحاسب أحد على ارتكاب مثل هاتين الجريمتين ويدلل أيضا على مشروع المولدات الذي صرفت عليه مئات الملايين من خزينة الدولة بدون وجود أي اعتماد مالية , ويتحدث عن الموافقة السرية من جانب أحد مسئولي ديوان المحاسبة على المولدات وفي هذه الموافقة تجاوز على قانون لجنة المناقصات, ويتحدث أيضا عن بلاغ قُدم للنيابة العامة بهذا الخصوص ووجود ثلاثة تقارير رسمية من ديوان المحاسبة تدين مشروع المولدات ومع ذلك فإن الصمت سيد الموقف, وفي ما يلي نص المقال :


فساد


هذا البلد بدأ يتحلل من الفساد، صور الفساد منتشرة في كل مكان، ففي الكويت تستطيع ان تجد من تشتريه ان امتلكت المال الوفير!
مشكلة الفساد في الكويت ان الكل مقر به والكل لا يريد ان يعمل اي شيء تجاهه!
قضية ضخمة وكبيرة مثل المصفاة الرابعة والعفن والقيح اللذين خرجا من ورائها والمثبت بكل ما يمكن تصوره من أدلة دامغة، لم يؤد حتى الى اعفاء مسؤول واحد من منصبه، وكذا الأمر مع جريمة الداو التي استصرخنا فيها الكل بعد ان حاول نفس المسؤولين الشروع فيها عبر شراء مصانع سكراب لا تعمل ولا تحقق ربحاً وظل المسؤولون في مكانهم رغم ايقاف الصفقة ورغم ثبوت الجريمة!
وكذا الأمر مع المولدات، بل ان مصيبة المولدات اكبر واخطر في الاثر، لقد خرجت مئات الملايين من خزينة الدولة بدون اعتماد من الميزانية او مرسوم بقانون ومع ما على ذلك من مخالفة دستورية واضحة وصريحة، خرجت هذه الاموال في ظل صمت نيابي حكومي مريب ولم يُوجَّه سؤال واحد عن كيفية خروج هذه الاموال!
موافقة سرية من مسؤولين في ديوان المحاسبة، وكتب موافقة على تجاوز قانون لجنة المناقصات لتشتري الدولة مولدات لم تعمل منذ عام 2007، وهي من اسموها مولدات طوارئ 2007!
سرقة في وضح النهار والكل صامت وكأن الأمر لا يعنيه!
تساؤلات تلو التساؤلات طرحناها ولم نجد مجيباً!
بلاغ قدمناه للنيابة العامة و3 تقارير رسمية من ديوان المحاسبة تدين الصفقة والصمت سيد الموقف!
نواب يدعون الشرف والأمانة وحمل مسؤولية حماية المال العام تهربوا من مواجهة الموضوع والتصدي له بشهادة أكثر من شخص طلب منهم الفزعة في هذه القضية.
استبشرنا خيرا بقدوم رئيس ديوان محاسبة جديد استغثنا به وبعونه.
تجاهلونا واستمعوا لكل تشويه في صورتنا من قبل اناس لهم مصلحة في زرع الشبهات والتشكيك بنا، بدون الاحتكام لمنطق المواجهة ورفض النميمة والتثبت من الحقيقة.. لكن.. هيهات!
وبعد كل هذا تريدون محاربة الفساد؟ أنتم قابلون بالفساد ولا تريدون محاربته لانكم جزء منه، فالساكت عن الحق شيطان اخرس والحقائق في كل ما اثرناه، وعلى الرغم من كل محاولات التضليل والتسفيه والتخوين يأبى الله إلا اعلاء الحق على كل فاسد ومتواطئ مع الفساد.
لا تحق كلمة العذاب إلا بانتشار الفساد، خافوا الله يا متدينون، فهل من الدين تقديم السياسة والحزب على حق الله؟
خافوا على وطنكم يا وطنيين فهل من الوطنية تقديم مصالحكم التجارية على مصلحة عدم ضياع الكويت؟
البلد يمشي الهوينا نحو الاضمحلال والكل يريد أن يصم اذانه عن ما نقوله، الفساد طرق كل باب في الكويت حتى أبواب الأجهزة التي تحاربه، الكل مشارك في جريمة هذا التخاذل والكل سيدفع ثمن هذه الجريمة.
أي موقف سيقف فيه البعض أمام الله سبحانه وتعالى؟ أم هل هم غير مدركين ان هناك جنة وناراً وحساباً وعقاباً، بدأت أعتقد في ذلك وكأن البعض أعمى الله بصيرتهم فما عادوا يدركون سوء المنقلب بما اقترفته اياديهم.. حسبي الله ونعم الوكيل!

الآن - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك