لا يوجد مبرر على وجود خادمات في البيوت إلا في نطاق ضيق جدا.. هكذا يرى محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 3216 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات-  وافد في بيتنا

محمد السداني

 

في هذه الأيام إذا أردت كتابة مشهد رعب للأسرة الكويتية، فلا تجهد عقلك وخيالك، يكفي أن تذكر هذه العبارة - ستهرب خادمتكم قبل شهر رمضان - لترتعد القلوب خوفا وتذرف العيون دمعا على هذه المأساة كما يراها الكثير من الأسر الكويتية!

إنَّ هذه الأزمة والتي بدأت تستفحل في مجتمعاتنا ذات الطابع المترف، غيرت النمط السلوكي للأفراد وجعلت منهم أفرادا اتكاليين لا يقومون بواجباتهم المناط بهم، فكل شيء في البيت تفعله الخادمة من دون أن تقدمَ الأسرة أي شيء للمنزل! فالطعام والشراب وتربية الأبناء وتنظيف المنزل ومرافقة الأطفال وغيرها الكثير الكثير من المهام التي كان من المفترض أن يقوم بها أفراد الأسرة دون غيرهم من الأشخاص.

إنَّ البُعد الخطير لأزمة الاتكال على الخادمات في كل شيء ليس فقط بُعد أسري - منزلي - لكنَّه يتعدى إلى أخطر من ذلك، فنحن بإلقائنا كل المسؤوليات على خادمات لا ينتمين إلى ثقافتنا ولا مجتمعنا ولا ديننا، نخلق نوعا من النمط الجديد للحياة غير المتجانس مع بيئتنا، وبالاتكال عليهن يظهر لنا سلوك أسوأ مما كنا نتوقع، فرمي جميع المسؤوليات عليهن خلق فراغا عند الآباء والأمهات مما حوَّر نمط الحياة فزادت الرغبة في الخروج من المنزل للأم وللأب لأنهما يجدان من يشرف على المنزل وعلى الأبناء، وبالتالي زادت مصاريف هذه الأسرة وعليه ندخل في مشكلة اقتصادية أخرى مع وجود مشكلة الخدم.

برأيي الشخصي لا يوجد مبرر على وجود خادمات إلا في نطاق ضيق جدا جدا، ولو قام كل فرد بدوره في الأسرة فلن نجد لنا حاجة في وجود الخادمات في منازلنا، نحن نحتاج إلى فهم مسؤولياتنا وذواتنا وما السلوكيات التي يجب أن نمارسها مع بيتنا وعائلتنا ومحيطنا، فإذا قمنا بذلك أصبحنا نملك حياة حقيقية يكون لنا دور فيها، ويرتاح المجتمع من كثرة الظواهر - الفقاعية - التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي.

فانشغال الأفراد بمهامهم سيمنع الكثير منهم عن ممارسة أي شيء سخيف، وبالتالي ترتاح البلاد ويرتاح العباد من هذه النوعيات، وسيكون لنا هدف نعيش من أجله وأسرة نرى فيها نجاحاتنا، وأبناء سيكبرون بين أيدينا فيحملون لنا حبا وعاطفة واحتراما وتقديرا لما قدمناه لهم، فلنمارس دورنا كأسرة لكي نبني مجتمعا من المفترض أنه يتكون من مجموعة أسر، فإذا كانت هذه الأسرة محترمة، ومدركة لمعنى الأسرة والبيت وعارفة بمهامها كان لدينا مجتمع يحمل مثل صفات هذه الأسر.

خارج النص:

- أحد الأصدقاء يقول لي بحرقة: كلما أنجبت زوجتي طفلا طلبت مني خادمة للطفل، حتى وصل الأمر إلى أن عدد الخدم في البيت صار أكثر من عدد الأسرة. فـ«البرنسيسة» كما يطلق عليها صديقي، لا تستطيع أن تقوم بدورها في المنزل وحده، فتربية الأبناء والغسيل وكي الملابس وتنظيف البيت وطبخ الطعام، هي من مهام الخدم، أما هي فمتفرغة لمتابعة مشاهير التواصل الاجتماعي والاستعداد لأي مناسبة.

- في الوقت الذي تجد فيه الكثير من النواب ونشطاء السياسة يعتلون المنابر تهديدا ووعيدا بالوافدين وأنهم ملأوا البلاد وأفسدوها واستهلكوا البنية التحتية للكويت، تجد لدى نفس هؤلاء الأشخاص الكثير من الخدم والحشم من الجنسيات المختلفة، وكأنَّ الخدم الذين لديهم ليسوا وافدين ولا يستهلكون البنية التحتية للدولة ولا يشكلون ازدحاما وغيرها من الأعذار التي يبررون بها حملاتهم ضد الوافدين.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك