في منطقة الشرق الأوسط عملية السلام تحولت إلى معركة ولها تداعياتها وضحاياها.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 3142 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- كلفة الحرب ومكسب السلام

ناصر المطيري

 

مصافحة المصالحة التاريخية بين الكوريتين هي قرار استراتيجي يعطي دلالة واضحة على أن الجنوح إلى السلام وإزالة التوتر وأسبابه هي مصلحة عالمية مشتركة وأن مكسب السلام يوفر على الدول المتنازعة الكلفة الباهظة للحرب.. وفيما يتجه العالم المتحضر إلى اطفاء نيران الحروب واخماد التوترات السياسية والأمنية بين دوله، نجد على النقيض عالمنا العربي يغوص في الأزمات والحروب وما يتبعها من آثار مدمرة على الإنسان والاقتصاد والحضارة..

تقارير احصائية دولية تشير إلى أنه في عام 2016، أثرت الحرب مباشرة على نحو 87 مليون شخص من أربعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي: العراق وليبيا وسورية واليمن أي نحو ثلث سكان المنطقة. وفي هذه البلدان، تضررت كل مناحي حياة الناس: المنازل والمستشفيات والمدارس والأعمال والغذاء والمياه من شدة القتال في هذه الحروب المنفصلة.

والأرقام مُذهِلة: هناك نحو 13.5 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في سورية، وفي اليمن 21.1 مليوناً، وفي ليبيا 2.4 مليون، وفي العراق 8.2 ملايين.

بل الأدهى والأمر في منطقة الشرق الأوسط حتى عملية السلام تحولت إلى معركة ولها تداعياتها وضحاياها ـ وكأننا في هذه المنطقة لانعرف سوى لغة الحروب والموت والدمار..

كم نتمنى أن يستلهم العرب والمسلمون في الشرق الأوسط وفي الخليج من السلام التاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وأن تكون هناك صحوة حقيقية لوأد كل الأزمات والمقارنة بين كلفة الحرب ومكسب السلام.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك